«انهيار مفاجئ».. أسباب هبوط أسعار الذهب وتوقعات الخبراء للمستقبل

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، حيث تأثرت السوق المحلية والعالمية بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. وبحسب تصريحات الخبراء، فإن هذه التحركات في أسعار الذهب ترجع إلى تطورات المفاوضات التجارية العالمية، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، والتي ألقت بظلالها على الأسواق المالية وأسعار المعادن الثمينة عالميًا.

أسباب انخفاض أسعار الذهب وتأثير المفاوضات التجارية

انخفاض أسعار الذهب الأخير يعكس التأثير الكبير للمفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث يرى المتخصصون أن هذا النوع من التغيرات في الأسعار هو استجابة طبيعية للأحداث الاقتصادية العالمية. وفقًا لتصريحات المهندس هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، فإن السوق العالمية شهدت تراجعًا بقيمة 80 دولارًا للأوقية، وهو مستوى كبير مقارنة بالتغيرات السابقة في السوق. هذه المفاوضات تعزز حالة التردد والتقلب في سلوك المستثمرين، مما يؤدي إلى تغيرات حادة في السوق.

الأسعار الحالية للذهب محليًا وعالميًا

شهدت السوق المحلية انخفاضًا واضحًا في أسعار الذهب، حيث تراجع سعر عيار 21، وهو الأكثر تداولًا، بنحو 135 جنيهًا ليصل إلى 4565 جنيهًا مقارنةً بالسعر السابق البالغ 4700 جنيه. وعلى نفس المنوال، انخفضت أسعار عيار 24 لتصل إلى 5217 جنيهًا، فيما سجل عيار 18 حوالي 3912 جنيهًا. أما بالنسبة للجنيه الذهب، فقد وصل سعره إلى 36520 جنيهًا. عالميًا، تراجعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 3% لتصل إلى 3224.34 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ بداية مايو الحالي، كما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 3.5% لتصل إلى 3228.10 دولار. يظهر التراجع المحلي انعكاسًا لتقلبات السوق العالمية وانخفاض الطلب.

هل الانخفاض يشكل فرصة للاستثمار؟

يرى الخبراء أن فترات انخفاض أسعار الذهب غالبًا ما تعتبر فرصة مثالية للمستثمرين لشراء المعدن الثمين بأسعار منخفضة. ذكر المهندس هاني ميلاد أن الانخفاض الحالي يشكل فرصة للنظر في الاستثمار، خاصة في ظل توقعات السوق بعودة الأسعار للارتفاع لاحقًا، حيث يسود اعتقاد أن السوق ستشهد تجددًا في الطلب على المعدن النفيس، مما سينعكس إيجابيًا على الأسعار ليصل الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. لذا، إذا كان الهدف من الاستثمار في الذهب يتمثل في تحقيق مكاسب طويلة الأجل، فإن الشراء أثناء فترات الانخفاض دائمًا ما يعد قرارًا استثماريًا حكيمًا.

في النهاية، يعتبر الذهب واحدًا من أفضل وسائل التحوط ضد الأزمات المالية والتضخم، ولذلك فإن متابعة تغيراته في الأسواق العالمية والمحلية تمنح المستثمرين رؤية واضحة لصنع قرارات استثمارية مناسبة، سواء بشأن الشراء أو التريث وفقًا لتقلبات السوق ومستوياته الحالية.