«تراجع ملحوظ» الذهب في مصر رغم صعوده عالميًا ماذا يعني تأثير الدولار على الأسعار

شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، رغم الصعود العالمي للأوقية، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه، وهو العامل المؤثر في السوق المحلية بشكل مباشر. تباين أسعار الذهب جاء نتيجة عدة عوامل محلية وعالمية متشابكة ساهمت في تشكيل هذا المشهد المتغير.

تحليل أسعار الذهب في مصر وتأثير انخفاض الدولار

أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إلى أن جرام الذهب من عيار 21 فقد حوالي 5 جنيهات مقارنة بتعاملات أمس، لينخفض إلى 4570 جنيهًا، في حين صعدت الأوقية عالميًا بنحو 7 دولارات لتصل إلى 3355 دولارًا. تراوح سعر جرام عيار 24 بين 5223 جنيهًا، وعيار 18 عند 3917 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 36,560 جنيهًا، ما يعكس تأثير تراجع الدولار على السوق المحلية، رغم مكاسب الذهب عالمياً.

لكن الأسعار لم تتوقف عند هذا الحد، إذ شهدت تعاملات أمس أيضًا انخفاضًا محليًا بمقدار 5 جنيهات لعيار 21 الذي افتتح عند 4580 جنيهًا وأغلق عند 4575 جنيهًا، مع تراجع الأوقية عالميًا بثلاثة دولارات إلى 3348 دولارًا، مما يؤكد الطبيعة المتقلبة للأسواق في ضوء متغيرات التضخم والرسوم الجمركية.

تأثير بيانات التضخم الأمريكي على حركة أسعار الذهب العالمية والمحلية

عكست بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يوليو تغيرات دقيقة، حيث ارتفع التضخم الرئيسي بنسبة 0.2% شهريًا و2.7% سنويًا، بينما سجل التضخم الأساسي ارتفاعًا أكثر وضوحًا يصل إلى 0.3% شهريًا و3.1% سنويًا. لوحظ أيضًا انخفاض بنسبة 1.1% في أسعار الطاقة، مع استقرار أسعار الغذاء، ما ساهم في تشكيل توقعات السوق تجاه توجهات السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها المباشر على سعر الذهب.

هذه الأرقام جاءت إلى جانب مؤشرات تباطؤ في سوق العمل، لتعزز احتمالية خفض سعر الفائدة الأمريكية في سبتمبر القادم بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما أدى إلى دعم أسعاره عالميًا عبر الضغط على سعر الدولار، ما يُفسر تراجع الذهب محليًا في مصر مع انخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه.

الرسوم الجمركية والظروف الجيوسياسية كعوامل معاكسة لأسعار الذهب في مصر

لم تقتصر العوامل على المؤشرات الاقتصادية فقط؛ فالتوترات الجيوسياسية تؤثر كذلك في اتجاهات المعدن النفيس، إذ ساهم التفاؤل بشأن تمديد الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لفترة 90 يومًا، إلى جانب ترقب محادثات السلام بين أمريكا وروسيا في ألاسكا، في تقليل الإقبال على الذهب كملاذ آمن مما حد من قوة ارتفاع الأسعار.

على صعيد آخر، أعلنت الإدارة الأمريكية إلغاء فرض رسوم على سبائك الذهب، مما أنهى حالة القلق التي سببتها الأنباء الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبرته رابطة منتجي المعادن الثمينة السويسرية مؤشرًا إيجابيًا يُسهم في استقرار السوق، مع التأكيد على ضرورة صدور بيان رسمي يضمن استقرار الوضع ويعزز ثقة المتعاملين.

في مجمل التطورات الراهنة، يبقى سعر الذهب في مصر مرتبطًا بشكل واضح بتقلبات سعر الدولار أمام الجنيه، حيث يعمل على كبح ارتفاع الأسعار المحلية رغم المؤشرات العالمية الإيجابية، ويعكس ذلك طبيعة الأسواق التي تتفاعل مع وقائع اقتصادية وجيوسياسية معقدة تؤثر على المعدن النفيس واستقرار أسعاره.