«ارتفاع كبير» لأسعار الذهب مدفوعًا ببيانات التضخم الضعيفة وإقبال المستثمرين

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، تزامنًا مع صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من توقعات المحللين، مما دفع المستثمرين إلى التوجه لشراء الذهب كملاذ آمن، إضافةً إلى إشارات تحسن الأوضاع التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد الاتفاق المؤقت، وهو ما ساهم في تعزيز شهية المستثمرين في السوق وتخفيف المخاوف الاقتصادية.

أسعار الذهب العالمية اليوم

وصل سعر الذهب الفوري إلى 3243.99 دولارًا للأوقية محققًا زيادة بنسبة 0.3% مقارنة بالجلسة السابقة، حيث شهد يوم الاثنين انخفاضًا ملموسًا في الأسعار ليصل إلى 3207.30 دولارًا للأوقية، وعلى صعيد العقود الآجلة، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.7%، مسجلةً 3249.50 دولارًا للأوقية، كما أشار “بارت ميليك”، الخبير الاقتصادي في مجال السلع، أن التراجع الأخير سببه التفاؤل حول ملف الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والذي أثّر مؤقتًا على معنويات المستثمرين.

رغم التهدئة التجارية، أكد ميليك أن استمرار الرسوم الجمركية عند معدلاتها المرتفعة يمثل خطرًا على الاقتصاد العالمي، مما عزز الإقبال على الذهب كأصل استثماري آمن وسط اضطرابات الأسواق الدولية.

الاتفاق التجاري يدعم ارتفاع الذهب

بعد إعلان الاتفاق المؤقت بين الولايات المتحدة والصين، تم تخفيض الرسوم الجمركية المقررة من الجانبين، وذلك كتدبير يهدف إلى تخفيف الصراعات التجارية بين الاقتصادات الكبرى، حيث قللت الولايات المتحدة الرسوم على المنتجات الصينية من 145% إلى 30% في حين خفضت الصين رسومها على السلع الأمريكية إلى 10% فقط، مما أدى إلى خلق بيئة أكثر تهيئة لدعم النمو الاقتصادي العالمي.

يرى المحللون أن هذه التهدئة تعطي دفعة إيجابية للأسواق العالمية وتسهم في تحسين شهية المستثمرين تجاه الأصول المختلفة بما في ذلك المعادن الثمينة مثل الذهب، مما يعزز فرص ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة، لا سيما مع توجه البنوك المركزية نحو زيادة احتياطاتها من المعدن الأصفر.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

شهدت الأسواق الفورية لمختلف المعادن الثمينة ارتفاعات ملحوظة، فقد سجلت الفضة زيادة بنسبة 1% ليصل سعرها إلى 32.90 دولارًا للأوقية، بينما صعد البلاتين بنسبة 1.2% ليبلغ 986.75 دولارًا للأوقية، وفي الوقت نفسه، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 950.17 دولارًا للأوقية، هذه التحركات الإيجابية دفعتها البيانات الداعمة التي أعلنتها وزارة العمل الأمريكية بشأن استقرار التضخم وضعف التكلفة البديلة للاحتفاظ بالاستثمارات المعدنية.

إضافةً إلى ذلك، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل القريب تزيد من جاذبية الاستثمار في المعادن الثمينة، حيث يتوقع الخبراء أن تصبح هذه الأصول أكثر تنافسية، خاصةً وسط الأوضاع الاقتصادية العالمية القلقة وحالة عدم اليقين بشأن تطورات السياسة النقدية الأمريكية، ما يدفع الذهب إلى استمرار الارتفاع على المدى القريب.