بشكل رسمي اليوم.. “شريان حياة” لأطباء بلا حدود يعيد الأمل لمجتمع الموصل المحروم

تُعتبر منطقة العبور قرب الموصل مثالًا واضحًا على المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الأساسية، حيث يلعب مركز العبور الصحي دور الشريان الحيوي الذي يوفر الرعاية الطبية الضرورية لسكانها الذين يبلغ عددهم حوالي 30 ألف نسمة، في بيئة تعاني من الإهمال والضعف على صعيد الخدمات الصحية والاجتماعية.

كيفية سد فجوات الحاجات الطبية في مناطق العبور الصحیة

تُبرز منظمة أطباء بلا حدود دورها الحيوي في سد الفجوات الصحية المتعددة لسكان العبور، من خلال توفير الرعاية الصحية الأساسية التي تتضمن فحوصات ومتابعات طبية مجانية تشمل الصحة النفسية وتنظيم الأسرة، علاوة على رعاية المصابين بأمراض مزمنة أو إعاقات مثل ما يعانيه زوج المريضة بشاير أحمد. المركز الصحي الذي أُنشئ عام 2023 يحظى بثقة السكان الذين يقطعون مشياً على الأقدام مسافات طويلة للحصول على الخدمات التي لا توفرها أي جهة أخرى، وهو ما يخفف من العبء المالي والمعيشي عليهم.

دور منظمة أطباء بلا حدود في تقديم خدمات صحية متكاملة للمجتمع المحروم

توسع عمل منظمة أطباء بلا حدود ليشمل خدمات متعددة تناسب احتياجات الأهل والأطفال والمراهقين، إذ توفر استشارات طبية عامة، وبرنامج تطعيم شامل بالتعاون مع مديرية الصحة في نينوى، يشمل أمراضاً خطيرة مثل السل والحصبة وشلل الأطفال، إضافة إلى سيارة إسعاف تسهل نقل المرضى الى مراكز صحية أخرى. وهذا التوسع في الخدمات يعزز من قدرة المجتمع على مواجهة الأوبئة وينقذ حياة العديد من السكان، لا سيما في ظل غياب البنية التحتية الصحية الحكومية في تلك المناطق.

تحديات السكان اليومية وتأثير الرعاية الصحية المجانية على حياتهم

يواجه سكان العبور مشاكل متشابكة تشمل نقص المدارس والعيادات، قلة مياه الشرب النظيفة، وانتشار الأمراض الجلدية نتيجة نقص الصرف الصحي، فضلاً عن صعوبة التنقل بسبب الطرق غير المعبدة وعدم وجود وسائل نقل مناسبة، وهي تحديات تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والصحة العامة. رغم هذه المعوقات، يظل مركز العبور الصحي مؤسسة حيوية تقدم الدعم الطبي للنساء الحوامل من خلال الفحوصات والمراقبة ما بعد الولادة، بالإضافة إلى الرعاية الصحية الخاصة بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، مما يسهم بشكل فعّال في تحسين صحة العائلات وتقوية المجتمع.

تشير شهادات السكان، مثل ضحى الغازي التي تعتمد على مركز العبور بسبب مجانية الخدمات، إلى أهمية هذه الرعاية في تخفيف المعاناة اليومية للسكان. كما تؤكد المشرفة إسراء الحسن حجم الصعوبات التي كان الناس يواجهونها قبل وجود المركز، بما في ذلك الإهمال وصعوبة الوصول إلى المستشفيات بسبب بعد المسافات والعراقيل الأمنية، مما جعل المركز بمثابة بارقة أمل تُستقبل كل يوم وسط هذا المجتمع المحروم.

تُجسد تجربة مركز العبور الصحي كيف يمكن لمبادرات الرعاية المجانية أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، فتغيّر مشهد الصحة العامة رغم الظروف القاسية، وتُعزز الشعور بالأمان والثقة تجاه المستقبل، بما يجعل من الصحة الشريان الحي الذي يربط بين الحياة الكريمة والأمل المستمر في منطقة تفتقد الكثير من أبسط متطلبات الحياة اليومية.