بشكل رسمي.. من النصر إلى الهلال: كيف تحولت جماهيرية الأندية الكبرى في السعودية إلى مادة للسخرية اليوم؟

جماهيرية نادي الهلال والنصر دائماً ما تثير جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي، لكنه لا يجب أن يتحول إلى إفلاس فكري يعمي البعض عن رؤية الأمور بموضوعية؛ فكلمة “الإفلاس الفكري” تعني فقدان القدرة على الاعتراف بجماهيرية الآخر، وهذا ما يحدث عندما يحاول البعض تحميل شعبية نادٍ معين على حساب انتقاص خصمه بلا مبرر واضح خارج إطار المنافسة الشريفة داخل الملعب.

كيف نعترف بجماهيرية النصر والهلال بعيدًا عن الإفلاس الفكري

الإفلاس الفكري يظهر بشكل واضح عندما يلجأ البعض إلى إنكار جماهيرية النصر أو الهلال أو التقليل منها، معتقدين خطأً أن الصعود ممكن فقط عن طريق تحجيم خصمهم؛ لكن الحقيقة أن المنافسة الحقيقية تكون داخل المستطيل الأخضر، حيث تبقى المنافسة نظيفة وشريفة، أما خارج الملعب فكل محاولة للتقليل المباشر تعد دليلاً واضحًا على فقدان الرؤية الموضوعية. ففي الوقت الذي يعاني فيه البعض من نكران إنجازات النصر أو الهلال، نجد أن التعصب الأعمى يعيق القدرة على تقدير الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها كلا الناديين.

مشاركة النصر والهلال في البطولات وتأثيرها على جماهيريتهم

الجماهيرية التي يحظى بها النصر والهلال لا تُقاس فقط بالألقاب، بل تتعزز أيضًا بمشاركة كل فريق في المحافل الخارجية؛ فقد شهدنا مع مشاركة النصر في كأس السوبر السعودي في هونج كونج إلى جانب الاتحاد، الأهلي والقادسية، ما يعكس مكانته الواسعة. بينما انسحب الهلال من البطولة للاعتبارات البدنية والحاجة إلى راحة لاعبيه، وهو قرار محترم يعكس إدارة واعية تهتم بصحة الفريق. كذلك، شارك الهلال في كأس العالم للأندية 2025، ما يمنحه رصيدًا جماهيريًا أوسع، ولا يخفى على أحد الدور الكبير لسوق الانتقالات الصيفية في جذب الانتباه إلى أندية مثل الهلال والنصر، مما يعزز مكانتهما في الساحة الرياضية.

الفرق بين التشجيع والاحتكام للإفلاس الفكري في نقاش جماهير النصر والهلال

يشكل الخط الفاصل بين التشجيع المحبب والاحتكام للإفلاس الفكري فارقًا كبيرًا في النقاشات الرياضية؛ فالتعصب الصحي يؤدي إلى إثارة الحماس والنقاش البنّاء، أما اللجوء إلى تقليل قيمة الخصم والتحامل الإعلامي فهو مؤشر على ضعف التفكير الرياضي. كثيرون يخلطون بين “الطقطقة” التي تضفي روح المنافسة والحركة على اللقاءات، وبين التصريحات التي تهدف إلى التقليل الممنهج من خصم معين على مستوى جماهيري أو فني؛ وهذا الأسلوب لا يضيف لأي طرف، بل يسمح بانتشار الأحكام الجاهزة والمغالطات التي تبعد المشجع عن رؤية حقيقة شعبية الهلال والنصر الواسعة على حد سواء.

وفي النهاية، ليست الجماهيرية ميدانًا للتقليل من الآخر، بل هي نتاج مجهودات متراكمة يعترف بها الكل، ويُخوّل كلا الهلال والنصر الريادة في الساحة الرياضية الطبيعية بقوة دعم أطفالهما وعشاقهما الذين لا ينفكون عن متابعة ومساندة فرقهم بعشق حقيقي متجدد.