تألق غير متوقع.. عمرو سليم يقدم أجمل المقطوعات الموسيقية لنجوم الزمن الجميل في حفل القلعة

قدم عازف البيانو عمرو سليم واحدة من أجمل التجارب الموسيقية في حفل مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، حيث تألق بأشهر المقطوعات الموسيقية لكبار نجوم الزمن الجميل، مما جعل الحفل يتحول إلى رحلة فنية متجددة تعكس عبق الموسيقى العربية الأصيلة.

عمرو سليم وأشهر مقطوعاته الموسيقية في مهرجان القلعة

أحيا الموسيقار عمرو سليم حفلاً متميزاً في فعاليات مهرجان القلعة في دورته الـ33، تميز بعرض باقة مميزة من أشهر الأغاني والمقطوعات الموسيقية التي أبداها كبار نجوم الزمن الجميل؛ منها “دوارين في الشوارع” لنجاة، و”ألو ألو” التي تؤديها شادية وفاتن حمامة، كما أدخل المشاهدين في أجواء خاصة مع أغاني “لولا الملامة” لوردة، و“كل ما أقول التوبة” للعندليب عبد الحليم حافظ، بجانب أعمال فنية مثل “ولا ياولا” لعبد الغني السيد، و“مابيسألش عليا أبداً” لعبد المطلب، فضلاً عن أغنية “زى المليونيرات” التي قدمها مدحت صالح بإبداع. إضافة إلى ذلك، قدم عمرو سليم مقطوعة رائعة لأغنية “حبيبي وعينيا” للراحل محمد فوزي، مما أضفى على الحفل لمسة إيقاعية حية ومميزة.

رحلة عمرو سليم مع الموسيقى وتطوره الفني على آلة البيانو

تعود بدايات عمرو سليم مع الموسيقى إلى طفولته، حيث كان يستمع بشغف لعزف جدته على آلة العود، مما أثار في قلبه حب الفن واكتشاف موهبته الموسيقية. انضم لاحقاً إلى المدرسة الخاصة برعاية المكفوفين، حيث عشق حصص الموسيقى، وبدأ العزف على آلة الأكورديون قبل أن يستقر بشكل نهائي على البيانو الذي أصبح رفيق دربه الفني. بعد ذلك، التحق بمعهد ناصر للموسيقى العربية، وبرز في العديد من المسابقات، حيث حصل على المركز الأول في مسابقة أفضل عازف على مستوى الجمهورية وهو لا يزال في المرحلة الإعدادية. استمر عمرو سليم في رحلته الموسيقية بالجامعة، حيث شارك طوال الأربع سنوات الجامعية في مسابقات تحت إشراف كبار الموسيقيين مثل رفعت جرانة ومدحت عاصم ومحمد الموجي وعاطف صدقي.

مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء ودور عمرو سليم في دورته الـ33

يعتبر مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء من أبرز الفعاليات الفنية التي تقام داخل أروقة قلعة صلاح الدين الأيوبي، حيث تضفي هذه القلعة التاريخية سحرًا فنيًا خاصًا لكل حفلة تقام فيها. تشهد الدورة الـ33 من المهرجان مشاركة نخبة من أبرز نجوم الغناء والموسيقى في العالم العربي، من بينهم على الحجار، خالد سليم، أحمد جمال، مصطفى حجاج، نسمة عبد العزيز، هشام عباس، إلى جانب الموسيقار فتحي سلامة ومحمود التهامي. كما يشارك المنشد الكبير ياسين التهامي والفنان سعيد الأرتيست وفريق الأوبرا للموسيقى العربية، إلى جانب أوركسترا القاهرة السيمفوني. وتُعد مشاركة عمرو سليم في هذا المهرجان تأكيدًا على مكانته كواحد من أهم الفنانين في المشهد الموسيقي العربي، حيث وُكرم في مهرجان الموسيقى العربية عام 2019 ومهرجان القلعة عام 2021، مسلطًا الضوء على جهوده في إعادة إحياء الأغاني التي كادت أن تُنسى. ويأتي غياب الموسيقار الكبير عمر خيرت هذه السنة بسبب ارتباطاته الخارجية، مما أتاح المجال لنجوم مثل عمرو سليم لتسليط الضوء على عبق الموسيقى الكلاسيكية العربية والغناء الشرقي الأصيل، مع دمج لمسات معاصرة تواكب تطورات الفن الموسيقي.

لا يقتصر تأثير عمرو سليم على العزف فقط، بل يمتد إلى تقديم رؤى فنية تجديدية عبر فرقتَه الموسيقية التي تأسست عقب تخرجه، والتي تضم أسماء بارزة مثل الدكتور عصمت نصار وعاطف أمام وعمرو فؤاد وهشام محمد العربي، حيث تسعى إلى إعادة توزيع الأغاني المنسية بأساليب فنية معاصرة، مما يعزز حضور الموسيقى العربية الكلاسيكية في المشهد الفني المعاصر. لقد شكل عمرو سليم بذلك علامة فارقة في استعادة التراث الموسيقي، ويساهم بحيوية في إنعاش ذاكرة الأجيال على هذا الفن الراقي.