«انقسامات حوثية» تهدد التماسك الداخلي بعد تحركات نتنياهو المفاجئة

«انقسامات حوثية» تهدد التماسك الداخلي بعد تحركات نتنياهو المفاجئة
«انقسامات حوثية» تهدد التماسك الداخلي بعد تحركات نتنياهو المفاجئة

تحولت التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية إلى مشهد يوضح حجم الضغط الذي تتعرض له جماعة الحوثي عقب الضربات المركزة التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية، حيث بات قادة الحوثي يعيشون حالة من التواري والقلق المتصاعد. هذا المشهد يعكس مدى تأثير الضربات الخارجية في تفكيك النفوذ الحوثي وخلق توترات داخلية تعزز الانقسامات بين قيادات الجماعة.

الضربات الإسرائيلية وتأثيرها على الحوثيين

أدت الضربات الإسرائيلية، التي ركزت على العمليات الموجهة نحو مصالح إيران في المنطقة، إلى إجبار قيادات الحوثي على التخفي في مخابئ سرية، وهو ما أكده الصحفي أحمد عايض الذي أوضح أن هذا التواري يشمل قيادات الصف الأول والثاني. حالة القلق التي تسود الحوثيين تعود إلى ارتباطهم بالمشروع الإيراني، الذي يرى في اليمن محطة استراتيجية، حيث تجعلهم الضربات الأخيرة في حالة استنفار دائم، وتشهد الجماعة انقسامات داخلية بين فصيلين رئيسيين: جناح طهران وجناح الطيرمانات، الأمر الذي يعقد المهمة الإدارية داخل الحركة.

الصراعات الداخلية تهدد تماسك الجماعة

تشهد الجماعة الحوثية تصعيداً كبيراً للصراعات الداخلية، حيث يتنافس الأجنحة المختلفة على النفوذ والسيطرة على مصادر التمويل والدخل من الجبايات. ومع تصاعد هذه الانقسامات، برزت تباينات كبيرة في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع التهديدات الخارجية مثل الأعمال الأمريكية والإسرائيلية. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن جناح طهران يمارس المراقبة والتجسس على بعض قيادات الجماعة تحت ذريعة كشف الخونة، مما وسّع فجوة الثقة بين القيادات وأدى إلى تضاعف الصراعات.

عبدالملك الحوثي في عزلة تامة

أصبحت العزلة التي فرضها زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، مثيرة للجدل داخل أوساط الجماعة، حيث تشير التقارير إلى أنه يفضل الابتعاد الكامل عن المشهد منذ أكثر من شهرين. ويُعتبر عبدالملك الحصن الأخير للمشروع الإيراني في اليمن، حيث تحوّل الحفاظ عليه إلى أولوية قصوى بالنسبة للجماعة، إذ ترى القيادات أن أي خرق أمني قد يؤدي إلى الإطاحة به يشكل نهاية المشروع الإيراني في المنطقة. هذا الوضع أجبر الجماعة على تركيز جهودها على حماية رأسها القيادي، مما عطل الكثير من الخطط الميدانية والسياسية.

الجانب التفاصيل
الأجنحة الحوثية جناح طهران وجناح الطيرمانات
أسباب الصراعات السيطرة على مصادر الدخل؛ تباينات حول التحركات الميدانية
ردود الأفعال العزلة التامة لزعيم الجماعة؛ تصاعد الخلافات الداخلية

في النهاية، يمكن القول إن جماعة الحوثي تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة التوترات الإقليمية والتدخلات الإيرانية، إلى جانب الانقسامات المتنامية داخل صفوفها، مما يضعها أمام خيارات صعبة قد تُفقدها توازنها في المشهد السياسي والعسكري بالمنطقة.