«حادث مأساوي» وفاة 6 شباب اختناقاً تثير الجدل حول معايير السلامة

يعد حادث الاختناق المؤلم في عزلة زبيد بمديرية السبرة، محافظة إب، تحذيرًا جديدًا بشأن ظروف العمل غير الآمنة التي قد تعرض حياة العمال للخطر. حيث لقي ستة شباب مصرعهم أثناء أداء مهام تنظيف أحد الآبار، ما يسلط الضوء على نقص تدابير السلامة المهنية والمعدات الوقائية التي يحتاجها العمال لممارسة مهامهم بسلامة وأمان.

حادث اختناق في إب يكشف غياب معايير السلامة المهنية

وقع الحادث نتيجة لتراكم الغازات السامة داخل البئر، ما تسبب في فقدان العمال الوعي سريعًا وعدم تمكن من كانوا بالقرب من إنقاذهم في الوقت المناسب. وفقًا لمصادر محلية، افتقر العمال لأي معدات وقائية مثل الأقنعة الواقية وأنظمة التهوية، وهي متطلبات أساسية لأي نشاط يتم داخل بيئة مغلقة وخطرة كهذه. بالأخص أن هذا البئر يُعتبر من المصادر المائية المهمة في المنطقة وتخضع لصيانة دورية من قبل الأهالي أنفسهم. يعكس ذلك غياب برامج تدريب وتأهيل كافية لضمان قيام العمال بمهامهم على النحو الآمن.

مناشدات لتوفير معدات الوقاية والدعم الحكومي

أظهرت هذه الواقعة حاجة ماسّة لدعم حكومي في توفير التدريب والمعدات الوقائية للعاملين في المشروعات الحيوية، حيث دعا الأهالي والشخصيات الاجتماعية والحقوقية للتدخل العاجل لمعالجة تقصير السلامة المهنية في المجالات ذات الخطورة العالية. كما شددوا على أن تكون هناك معايير واضحة وعقوبات رادعة للشركات أو الجهات التي تُسند لها مسؤولية أعمال الصيانة دون ضمان حماية العاملين. كما يجب توفير تعويضات عادلة لأسر الضحايا الذين فقدوا أبناءهم نتيجة هذا التقصير المؤلم.

ضرورة تفعيل الرقابة وحماية حقوق العمال

الرقابة المهنية على أماكن العمل وخاصة المواقع التي تُنفذ بها أعمال خطرة تُعد ضرورة قصوى، إذ أن غيابها يؤدي إلى كوارث مشابهة لما حدث في إب. تحتاج الهيئات المحلية لتجنب هذه الإخفاقات إلى وضع استراتيجية متكاملة تشمل مراقبة صارمة وتنفيذ تدريبات إلزامية لجميع العمال المتعاملين مع بيئات خطرة. كما يمكن اعتماد معدات حديثة تحد من وقوع الحوادث القاتلة وتوفر ظروف عمل صحية وآمنة. مع تقديم الدعم المهني والنفسي لأسر الضحايا وإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من برامج المساعدات الاجتماعية.

في ظل تكرار مثل هذه الكوارث، يُظهر المشهد أهمية التنبه لغياب ثقافة السلامة المهنية لدى العاملين والمسؤولين على حد سواء، فمع تطوير التدابير اللازمة يُمكن أن تقل احتمالية حدوث مثل هذه الأحداث المأساوية التي تهدد أرواح الشباب العاملين في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.