«زلزال شديد» يهز مصر.. هزة أرضية قوية مصدرها جزيرة كريت

«زلزال شديد» يهز مصر.. هزة أرضية قوية مصدرها جزيرة كريت
«زلزال شديد» يهز مصر.. هزة أرضية قوية مصدرها جزيرة كريت

أثار الزلزال القوي الذي ضرب فجر اليوم عدة دول في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، حالة من القلق بين المواطنين، خاصة في مصر ودول الجوار. بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، ولُوحظ أثره في مناطق واسعة مثل القاهرة الكبرى والإسكندرية ومدن أخرى. أثار هذا الحدث تساؤلات حول جاهزية الدول المتأثرة للتعامل مع مثل هذه الكوارث واحتمالية تكرارها مستقبلًا.

زلزال بقوة 6.4 ريختر جنوب كريت وتأثيره على مصر

أفاد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن الزلزال، الذي وقع الساعات الأولى من صباح اليوم، حدد مركزه جنوب جزيرة كريت على بعد حوالي 631 كيلومترًا من شمال مدينة رشيد المصرية. واستمر الزلزال لبضع ثوانٍ، مما أثار قلقًا واضحًا بين سكان المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية. بلغ عمق الزلزال حوالي 76 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وتسبب بشعور ملحوظ بالاهتزاز في عدة مناطق داخل المنازل.

تعد منطقة كريت نقطة نشاط زلزالي كثيف مرتبط بحركة الصفائح التكتونية في البحر المتوسط. يُعتبر هذا الزلزال متوسط الشدة، دون أن يترك آثارًا كارثية في الدول المتأثرة مثل مصر وتركيا واليونان. مع ذلك، أثار مجموعة من التساؤلات العلمية والمجتمعية حول آثار النشاط الزلزالي المستقبلي في المنطقة.

الشبكة القومية للزلازل ترصد زلزال كريت بدقة

تمكنت الشبكة القومية للزلازل في مصر، والتي تحتوي على أكثر من 70 محطة موزعة جغرافيًا، من رصد الزلزال وتحليل بياناته بدقة. أوضح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي، أن موقع الزلزال كان عند خط عرض 35.12 درجة شمالًا وخط طول 27.0 درجة شرقًا، مشددًا على أن النشاط الزلزالي في مصر مرتبط بالحركات الجيولوجية الإقليمية وليس نتيجة وجودها على حزام زلزالي رئيسي.

رغم تسجيل هذه الهزة، أكد المعهد أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق، إذ يتمثل تأثيرها في شعور السكان بالاهتزاز دون حدوث أضرار مادية تُذكر. وأشار إلى أهمية التوعية المجتمعية والتعامل الآمن أثناء حدوث مثل هذه الهزات لتجنب أي مخاطر مستقبلية.

أهمية الاستعداد للمستقبل في مواجهة الزلازل

يشير هذا الزلزال إلى ضرورة تعزيز الاهتمام بالاستعداد للكوارث الطبيعية مثل الزلازل في مصر ودول المنطقة. من بين التوصيات الرئيسية، الإسراع بتحديث كود البناء ليلتزم بمعايير مقاومة الزلازل، وتنفيذ حملات توعية مكثفة لتثقيف السكان حول الإجراءات السليمة التي ينبغي اتباعها أثناء الهزات.

كما يُوصى بتطوير البنية التحتية وزيادة دعم الأبحاث العلمية حول النشاط الزلزالي في منطقة البحر المتوسط، باستخدام تقنيات متقدمة لتحليل التغيرات في الصفائح التكتونية. تبرز أهمية الاستثمار في شبكات الرصد الجيولوجي لتوفير إنذارات مبكرة وتقليل الخسائر المحتملة في حال وقوع زلازل أشد.

تُمثل حالات الزلازل مثل هذا الحدث فرصة حقيقية لمراجعة خطط الطوارئ والتنظيمات المجتمعية، حيث أن التعامل السليم مع مثل هذه الحالات يسهم في تعزيز الأمن المجتمعي وتقليل المخاطر على الأرواح والممتلكات. وبدون شك، تبقى الجاهزية الشاملة أداة أساسية لضمان سلامة المواطنين.