احتفال اليوم.. قصة مسلسل “الحرافيش” من أحمد زكي إلى نور الشريف بشكل خاص

مسلسل الحرافيش بين يدي محسن زايد ونور الشريف: رحلة تحويل رواية نجيب محفوظ إلى دراما تلفزيونية متميزة

امتلك محسن زايد القدرة النادرة على تحويل أعمال نجيب محفوظ الروائية إلى نصوص درامية تنبض بالحياة، وهو ما تأكد جلياً في مسلسل الحرافيش الذي يعد من أبرز المحطات في مسيرته الفنية، خاصة بمشاركة النجم نور الشريف الذي جسد شخصية عاشور الناجي بأبعاد نفسية عميقة تعكس فلسفة محفوظ بدقة. لم يكن هذا العمل مجرد اقتباس خارجي بل محاكاة حقيقية لأعماق النص الروائي.

التحديات التي واجهت إنتاج مسلسل الحرافيش والتغييرات الفنية مع محسن زايد

مرت رحلة إنتاج مسلسل الحرافيش بعدة عقبات ومراحل تخللتها تغييرات في الطاقم الفني والإخراج، حيث ظل النص الحصري للسيناريست محسن زايد حبيس الأدراج لسنوات، مع تأجيل متكرر للتصوير الذي كان من المقرر أن يديره المخرج الكبير محمد فاضل. حسب تصريحات فاضل، تم تحضير السيناريو واستكمال اللقاءات مع نجيب محفوظ قبل اعتذاره عن الإخراج، لتنتقل المهمة لاحقًا إلى المخرج وائل عبد الله.

وشهد المشروع ترشيحات كثيرة لبطولة المسلسل حيث اقترنت أسماء بارزة مثل أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخراني، حتى استقر الأمر على النجم نور الشريف في الجزء الأول، وهشام سليم في الجزء الثاني. وقد كشف محسن زايد أن المسلسل ظل عالقاً خمس سنوات بسبب تأخر الإنتاج، إلى أن تدخل التلفزيون المصري بقيادة ممدوح الليثي لتوفير كافة الإمكانيات، ومنها بناء مدينة تصوير ضخمة في 6 أكتوبر لتصوير هذا العمل الضخم، قبل أن يستتبع ذلك تأجيلات أخرى نتيجة انشغال المخرج بأعمال أخرى.

كيف جسد نور الشريف شخصية عاشور الناجي في مسلسل الحرافيش بتأثير محسن زايد

تشكل شخصية عاشور الناجي نقطة محورية في مسلسل الحرافيش، ونور الشريف كان الأقرب لمجسدتها حيث تعلق بها لمدة تزيد على 15 عاماً قبل بداية التصوير، وأكد في لقاء صحفي أنه كان يحلم بتقديم هذه الشخصية التي تمثل صراعًا نفسيًا عميقًا يتخطى الأحداث الخارجية المعتادة في الدراما. هذا الربط الفلسفي بين النص والأداء ساهم في إخراج المسلسل بشكل كان أقرب لفهم نجيب محفوظ نفسه.

كما لم تكن علاقة نور الشريف بأعمال نجيب محفوظ جديدة، إذ كان له حضور بارز في أجزاء من الثلاثية السينمائية مثل “قصر الشوق” و”السكرية”، كما ظهر في أفلام مثل “السراب” و”الكرنك” وغيرها، ما يمنحه خبرة فنية واسعة في التعبير عن تعقيدات شخصيات محفوظ الروائية بتفاصيل دقيقة.

أثر مسلسل الحرافيش في الدراما المصرية وكيفية تمثيل محسن زايد لأدب نجيب محفوظ

يُعتبر مسلسل الحرافيش من الأعمال القليلة التي نجحت في استيعاب جوهر روايات نجيب محفوظ، بعكس كثير من الأعمال الأخرى التي اقتصرت على السطحيات، فمحسن زايد استطاع أن يتعامل مع النص بشكل يجمع بين الرؤية الفنية والفلسفية، مما أتاح للمسلسل أن يكون أكثر من مجرد نقل للأحداث. وقد برز هذا الإبداع في قدرة الكاتب على استكمال أبعاد الشخصيات والتعمق في التوترات النفسية وسط صراعات ملحمية.

الحرافيش لم يقتصر تأثيره فقط على أدب محفوظ ومتتبعي الدراما التلفزيونية بل أيضاً ساهم في إثراء المكتبة الدرامية المصرية بعمل يواكب متطلبات المشاهد الحديث، ويحتفظ بروح الرواية الأصلية. رغم أن المشروع لم يكتمل بجزئه الثاني كما كان مأمولًا، إلا أن أثره الفني لا يزال ملحوظًا عبر السنين.

  • ابتكار سيناريو يعكس عمق فلسفة الرواية وليس مجرد الأحداث الخارجية
  • تحديات الإنتاج والتغييرات في الإخراج والتمثيل التي مرت بها العمل
  • اعتماد المسلسل على التحليل النفسي لشخصيات محفوظ بموضوعية وشفافية
العامل التفصيل
تاريخ ميلاد محسن زايد 23 أغسطس 1944
تاريخ الوفاة 27 يناير 2003
بداية ظهور المسلسل عام 1998
الأبطال الرئيسيون نور الشريف (عاشور الناجي)، هشام سليم (شمس الدين)
إدارة الإخراج وائل عبد الله (بعد اعتذار محمد فاضل)

يمثل مسلسل الحرافيش علامة بارزة في استيعاب وتقديم أدب نجيب محفوظ الدرامي، ونجاح محسن زايد في تحقيق هذا الإنجاز يعود لقدرته على معالجة النصوص بتعمق يجعلها تنبض بالحياة وسط إمكانيات فنية متباينة وتجارب إنتاجية معقدة، ما يؤكد أن التمسك بجوهر القصة يمثل سر نجاح تحويل الأدب إلى دراما مؤثرة وجاذبة للمشاهد.