99 عامًا على النشر.. تعرف على بداية يوسف أفندي وهبي والآنسة أمينة رزق مع وجوه الفن الشابة

قبل أكثر من 99 عامًا، كانت مجلة “المسرح” تمثل المنبر الأبرز الذي يُسلط الضوء على الوجوه الفنية الشابة في مصر، حيث احتفت بالمواهب الصاعدة قبل ظهور السينما الناطقة، وكانت النتيجة إحدى أهم تجارب توثيق تاريخ الفن المصري من خلال مسابقات تقييم فن الأداء. هذه المجلة التي كان يديرها الكاتب والصحفي الناقد محمد عبد المجيد حلمي، عكست الأجواء الفنية في ذلك الوقت، وقدمت أسماء لامعة ارتقت لاحقًا لتصبح نجومًا من رواد الفن.

نتائج مباراة التمثيل العربي في مجلة المسرح وأبرز الوجوه الشابة

في العدد الحادي والعشرين من مجلة “المسرح”، تم نشر نتائج مباراة التمثيل العربي التي ضمت قائمة متميزة من الفنانين الصاعدين آنذاك، حيث احتوت الصفحة على مجموعة صور لأبرز المشاركين مع تفاصيل درجات تقييمهم، مما يعكس الاهتمام الكبير بالكلمة المفتاحية “وجوه الفن الشابة في مصر”. وأكد هذا الحدث على حرص المجلة على تصدير النجوم الجدد وتقديمهم إلى الجمهور كرموز فنية قادمة. تضمنت قائمة الفائزين أسماء بارزة مثل يوسف أفندي وهبي، الذي حاز على درجة الامتياز في امتحان الدراما، والسيدة منيرة المهدية، الحائزة على الدرجة الممتازة في الغناء المسرحي، إلى جانب زينب صدقي ودول على قصبجي وفيكتوريا موسى الذين حققوا درجات أولى متفوقة في امتحان الدراما والكوميدي.

النجوم البارزون في صفحة النتائج اليسرى ودورهم في فن المسرح المصري

شهدت الصفحة اليسرى من نتائج “مباراة التمثيل العربي” أسماء فنية لامعة ضمت الأستاذ جورج أبيض الحائز على الدرجة الممتازة في امتحان الدراما لعام 1926، إضافة إلى روزاليوسف التي حققت الدرجة الممتازة للسيدات. كما برز فيها يوسف أفندي وهبي الذي رغم حداثة عهده قدم أداءً متميزًا، والرائدة منيرة المهدية في الغناء المسرحي. تمتاز هذه الأسماء بأسس قوية في التعليم الفني المسرحي مما ساهم في تطوير المشهد الفني خلال تلك الحقبة، كما يحكي تاريخ المسرح المصري عن تأثير هؤلاء الفنانيين في إثراء المشهد الثقافي، وملء الفراغات التي خلفتها السينما الناطقة لاحقًا.

اللافتة الآنسة أمينة رزق ونجاحها ضمن وجوه الفن الشابة في “المسرح”

على الجانب الأيمن من صفحة النتائج، ظهرت الآنسة أمينة رزق التي نالت الدرجة الأولى في امتحان الدراما، لتبرز كواحدة من أبرز وجوه الفن الشابة التي رسخت حضورها بقوة عبر المسرح المصري. إلى جانبها حسين أفندي رياض الحاصل على الدرجة الأولى في امتحان الدراما، وبشارة أفندي واكيم الذي نجح بتفوق في امتحان الكوميدي. كما شملت القائمة أسماء مهمة أخرى مثل فهمي أفندي أمان في الغناء المسرحي، وأحمد أفندي علام، بالإضافة إلى فردوس حسن التي تميزت في امتحاني الكوميدي والدراما. وقد مثلت هذه القائمة نموذجًا لنجاح التدريب الفني الذي قدمته المجلة، وبرزت كدليل حي على الدور المحوري لـ”وجوه الفن الشابة” في إثراء المرحلة الفنية قبل انتشار السينما.

شهدت مجلة “المسرح” عبر صفحاتها تشكيل حلقات متصلة من نجوم بدأوا مسيرتهم كمواهب شابة، قبل أن تتغير ملامح الفن في مصر مع ظهور السينما الناطقة. لقد جمع هذا الحدث التاريخي تفسيرًا واضحًا لمرحلة تحول الفن المسرحي وظهور أبرز العوامل التي أثرت في تطور المشهد الفني، ما جعل “وجوه الفن الشابة” رمزًا لهذه اللحظة الفنية المتألقة التي شكلت قاعدة انطلاق لأسماء لازالت حاضرة في الذاكرة الفنية المصرية.