«قفزة نوعية» في السياحة والزراعة تُحسّن الجودة.. تعرف على التفاصيل كاملة!

تُعد مقاطعة ها جيانج في فيتنام وجهة سياحية وثقافية بارزة بفضل تنوعها الطبيعي وهويتها الثقافية الغنية، إذ نجحت في تحويل نفسها من منطقة نائية إلى مركز جذب سياحي وطني وإقليمي مهم. تُبرز ها جيانج جمالها الخلاب من خلال حقوقها الجغرافية والهندسة الثقافية الفريدة، مما يجعلها وجهة ساحرة تلبي تطلعات السياح المحليين والدوليين.

السياحة في ها جيانج: مفتاح التطور الاقتصادي

شهدت مقاطعة ها جيانج تطورًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملحوظًا بفضل التركيز على تحسين صناعة السياحة، مما أتاح لها إبراز تاريخها وجمالها المهيب للعالم. بفضل قرارات استراتيجية وضعتها السلطات المحلية، مثل التركيز على تطوير البنية التحتية للمواصلات والتكنولوجيا الرقمية، أصبحت المنطقة وجهة رئيسية تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، إذ تسعى إلى تقديم تجربة سياحية تجمع بين التنوع الثقافي والجمال الطبيعي.

يشمل التطور في ها جيانج تعزيز السياحة المجتمعية، حيث تمت الموافقة على العديد من المشاريع السياحية التي تركز على المنتزهات الطبيعية والمنتجعات البيئية، إذ تعتبر هضبة دونج فان كارست المميزة، المصنفة عالميًا ضمن شبكة حدائق اليونسكو الجيولوجية، أحد المراكز الأساسية للسياحة الخضراء. ولم تكتفِ ها جيانج بذلك، بل استثمرت في تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية مثل مهرجانات الحقول المتدرجة ومراسم عبادة إله الغابة، التي تعكس الهوية الفريدة للمجموعات العرقية.

تنمية الزراعة المستدامة في ها جيانج

لم تكن السياحة وحدها محور اهتمام ها جيانج، بل امتد التطوير إلى الزراعة المنتجة عالية الجودة وفق سلاسل القيمة المستدامة. تم توظيف المشاريع الزراعية في الإنتاج السلع المتخصصة، مثل الشاي العطري المحلي ومنتجات الزراعة العضوية. وقد ساهمت تلك المبادرات في تحسين معيشة السكان المحليين، مع المحافظة على الإرث الثقافي والطبيعي للمنطقة.

ومن أبرز الإنجازات، تطوير المنتجات الزراعية ضمن نظام “OCOP”، الذي شمل 16 قرية محلية متخصصة، بالإضافة إلى استثمار الموارد الطبيعية والقدرة البشرية في دعم العلامة التجارية الزراعية للمقاطعة. إذ تعكس هذه الإنجازات التزام ها جيانج بتعزيز الارتباط بين السياحة والزراعة، ما يُحدث تأقلمًا فعالًا بين أنظمة بيئية وطبيعية ترتكز على الاستدامة.

ها جيانج على الخريطة السياحية العالمية

اكتسبت ها جيانج اعترافًا دوليًا متزايدًا كوجهة سياحية وثقافية رئيسية، حيث استقبلت أعدادًا متزايدة من السياح الدوليين والمحليين، بلغ عددهم في عام 2024 نحو 3.2 مليون زائر. فضلاً عن الجوائز التي حققتها، تُعد حقول الأرز المتدرجة في المنطقة مصدر جذب مهم لما تقدمه من مشاهد استثنائية وتجارب ثقافية أصيلة.

يتمثل النجاح الأكبر لها جيانج في استثمار رأس المال الثقافي والطبيعي بطريقة مستدامة تضع السكان المحليين في قلب العمليات التنموية، وتمكينهم من قيادة الأنشطة السياحية والزراعية. بفضل الاستراتيجيات الموجهة والتخطيط المحكم، أصبحت ها جيانج نموذجًا يُحتذى به عالميًا في استثمار الثقافة والطبيعة في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.