تنويه هام اليوم.. كيف يواجه القانون جريمة فبركة المحتوى والابتزاز الإلكتروني بخطوات حاسمة

تُعد الفبركة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني من أخطر الجرائم التي تهدد الأفراد والمجتمعات الرقمية، إذ يُستخدم المحتوى المفبرك كأداة أساسية لهما تنتج عنه أضرار جسيمة في سمعة الضحايا وحياتهم الخاصة. تتطور طرق الفبركة بشكل مستمر، ما يجعل فهمها وكيفية مكافحتها ضرورة ملحة في عصرنا الرقمي.

أنواع الفبركة الإلكترونية وتأثيرها في الابتزاز الإلكتروني

الفبركة الإلكترونية تعني التلاعب بمحتوى رقمي كالصور أو الفيديوهات أو الأصوات وحتى المستندات، ليظهر بشكل مزيف يوحي بالحقيقة، وتُستخدم تقنيات متقدمة مثل برامج تعديل الصور والفيديوهات، إضافة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تقنية “ديب فيك” لتعميق هذا التضليل؛ ما يسهل على المجرمين صناعة مواد مضللة تُستخدم لاحقًا في الابتزاز. يمكن تلخيص أنواع الفبركة في النقاط التالية:

  • تعديل الصور والفيديوهات بإضافة وجوه مزيفة أو تغييرات قد تشوه الحقيقة، مثل تركيب مقاطع لإدانة أشخاص بطرق زائفة.
  • محاكاة الأصوات لصنع تسجيلات مزيفة تُلفق أقوالًا غير صحيحة لأشخاص محددين، بما يتسبب في ضرر معنوي أو قانوني.
  • تزوير النصوص والمستندات، كإرسال رسائل إلكترونية أو محادثات وقتية مزورة، أو وثائق قانونية تحمل بيانات كاذبة.

في المقابل، يظهر الابتزاز الإلكتروني بعد الحصول على هذا المحتوى المفبرك، حيث تُهدد الضحية بنشره للحصول على مكاسب مالية، أو إجبارها على تنفيذ طلبات أخرى، وهو ما يجعله أسلوبًا فعالًا للمجرمين لإرهاب الضحايا. ينقسم الابتزاز الإلكتروني إلى:

  • ابتزاز مالي، يُطلب فيه دفع أموال مقابل إخفاء محتوى حساس.
  • ابتزاز عاطفي، يهدف إلى التلاعب بمشاعر الضحايا عبر التهديد بنشر مواد خاصة.
  • ابتزاز جنائي، يتم فيه توريط الضحية في قضايا قانونية نتيجة المحتوى الكاذب.
  • ابتزاز اجتماعي وسياسي، يستخدم لتشويه سمعة شخصيات عامة أو مؤسسات رسمية عبر فبركات مدروسة.

العقوبات القانونية للفبركة والابتزاز الإلكتروني في مصر وأسلوب مكافحة الجرائم الرقمية

في مصر، يعاقب القانون بشدة مرتكبي الفبركة والابتزاز الإلكتروني، حيث نص قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018 على عقوبات تختلف باختلاف نوع الجريمة ودرجة الأذى الواقع على الضحية. بالنسبة للفبركة الإلكترونية، يُعاقب بالسجن مدة تصل إلى ثلاث سنوات، مع غرامة مالية قد تبلغ 100 ألف جنيه مصري. أما الابتزاز الإلكتروني، فقد تتراوح عقوبات السجن من سنة وحتى خمس سنوات، مع غرامات تبدأ من 50 ألف وتصل إلى 200 ألف جنيه. وفي حالات تعرض الضحية لأذى نفسي أو بدني، تصل العقوبة إلى السجن المؤبد. هذه الإجراءات القانونية تصب في إطار حماية الأفراد والمجتمع من مخاطر الجرائم الرقمية المتسارعة.

كيفية حماية نفسك من الفبركة والابتزاز الإلكتروني بفعالية

تُعتبر الوقاية خير حماية في وجه مخاطر الفبركة والابتزاز الإلكتروني، لذا يُنصح باتباع عدة خطوات للحفاظ على أمن المعلومات الشخصية ودرء التهديدات:

  • التحقق من صحة المحتوى الرقمي قبل تصديقه أو نشره، باستخدام أدوات مثل البحث العكسي عبر Google لتفحص الصور والفيديوهات المشكوك فيها.
  • الاحتفاظ بالخصوصية الرقمية بعدم مشاركة معلومات وصور شخصية بشكل عشوائي، مع استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة لحساباتك.
  • الإبلاغ الفوري عن أي محاولة ابتزاز أو محتوى مفبرك إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية المختصة لمتابعة الإجراءات القانونية.
  • نشر الوعي بين المحيطين بك حول مدى خطورة هذه الجرائم وأساليب الوقاية منها، مما يساهم في الحد من انتشارها وانتشار ضحاياها.