«هبوط لافت» أسعار الذهب تتراجع عالميًا وسط ضعف ملحوظ في الطلب

تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية اليوم متأثرة بضعف الطلب على المعدن الثمين كملاذ آمن، ويأتي ذلك بالتزامن مع انخفاض وتيرة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي أثرت مباشرة على معنويات المستثمرين، ورغم ذلك، فإن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي ساهم في كبح المزيد من الخسائر، ويبقى السوق في انتظار أي مؤشرات تتعلق بالسياسة النقدية الأمريكية وأسعار الفائدة.

تأثير التوترات التجارية على أسعار الذهب

شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بوادر استقرار بعد إعلان البيت الأبيض عن تخفيض التعريفة الجمركية على بعض الشحنات منخفضة القيمة القادمة من الصين، وبهذا القرار، تجنبت الأسواق المزيد من الانحدار الذي كان من شأنه زيادة الاضطرابات بين البلدين؛ وصرّح الرئيس الأمريكي بأن العلاقات بين البلدين قد تتحسن في الأيام المقبلة، ذلك ساهم فعليًا في الحد من ارتفاع أسعار الذهب التي تلقت ضغطًا متواصلًا وسط انخفاض الطلب عليه كملاذ آمن.

انعكاسات انخفاض الدولار الأمريكي على الذهب

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.55% ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي، مبتعدًا عن أعلى مستوياته خلال خمسة أسابيع، وهذا الانخفاض يُعد حافزًا إيجابيًا للمشترين الذين يمتلكون عملات أخرى، حيث تصبح السبائك الذهبية المقوّمة بالدولار أكثر جاذبية لهم، وتشير البيانات إلى أن الطلب على الذهب قد ينتعش في حالة استمرار ضعف الدولار، خاصة مع احتمالات تخفيض أسعار الفائدة مستقبلًا، ما يعد داعمًا قويًا لأسعار المعدن الأصفر.

توقعات أسعار الذهب بالأسواق العالمية

وفقًا لتحليلات الخبراء، فإن التطورات الإيجابية التي تطرأ على المشهد التجاري العالمي لها تأثير مباشر على أسعار المعدن النفيس، حيث أشار تقرير محلل السوق “كايل رودا” من كابيتال دوت كوم إلى أن استمرار المفاوضات التجارية بنجاح قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على الذهب، مع توقع هبوط أسعاره إلى مستوى الدعم المهم عند 3,200 دولار أمريكي للأونصة، كما أظهرت البيانات أن حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أحد أكبر صناديق المؤشرات العالمية، انخفضت مجددًا لتسجل أدنى مستوى لها منذ أبريل الماضي، مما يعكس تراجع مستوى الطلب.

من جهة أخرى، فإن المستثمرين يراقبون عن قرب قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بمستقبل أسعار الفائدة، حيث تعزز البيانات الحالية احتمالات خفض الفائدة بمقدار فردي خلال الأشهر المقبلة، مما قد يعيد تسعير الذهب في الأسواق، وما يدعم ذلك هو استقرار تسعيرات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME التي توضح احتمالات خفض أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس خلال اجتماع القادم، والتي باتت مستقرة عند مستويات 40%.

وبالنظر إلى المستقبل، يتضح مدى أهمية هذا التوقيت للسوق العالمية، حيث ستكون التحركات في الذهب والدولار مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتغييرات في الاقتصادين الأمريكي والصيني، إلى جانب تصريحات المسؤولين حول السياسات النقدية، خاصة مع ترقب قرارات قوية قد تعيد تشكيل توقعات المستثمرين.