كارلوس غصن يكشف رأيه حول الأزمات الأخيرة التي تواجه شركة نيسان

لا يزال كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لشركتي نيسان ورينو، يثير الجدل بعد سنوات من مغادرته المنصب، حيث وُضع تحت الإقامة الجبرية في أواخر عام 2019، ليهرب لاحقًا إلى لبنان. تمتد تعليقاته على الوضع الراهن لشركة نيسان لتشمل انتقادات لاذعة ويزعم دوماً أنه توقع ما تمر به الشركة الشهيرة من أزمات وعثرات مالية وإدارية.

كارلوس غصن يتحدث عن مستقبل نيسان

أوضح كارلوس غصن أن شركتي نيسان ورينو تواجهان تراجعاً في شراكتهما، حيث تضاءلت نسبة الملكية المتبادلة من 15٪ إلى 10٪، وهذا الانخفاض يعكس ضعفًا في التحالف المزعوم بين الشركتين، رغم أن الشراكة بينهما لا تزال قائمة، إلا أنها فقدت قوتها مقارنة بالماضي، ويبدو هذا التراجع واضحاً خاصةً بعد بيع حصة نيسان بنسبة 51٪ في أعمالها بالهند لصالح شركة رينو

وأشار غصن إلى أن نيسان تمر بمشاكل هيكلية عميقة، محملاً قيادتها المسؤولية المباشرة عن اتخاذ قرارات بطيئة وغير فعالة لإعادة هيكلة الشركة، حيث قال بوضوح: “المشكلة الأكبر تكمن في الإدارة” موضحًا أنها السبب الأساسي لضعف الأداء والنتائج المالية الأخيرة.

غصن يسلط الضوء على تحديات نيسان مع هوندا

تحدث كارلوس غصن عن المحادثات التي جرت لدمج شركتي هوندا ونيسان، ورأى أن تلك الفكرة من البداية لم تكن قابلة للتطبيق العملي، موضحاً أنه عندما انهارت المفاوضات، أصبح من الواضح أن هوندا كانت تسعى لجعل نيسان شركة تابعة، باستخدام صيغة إعادة هيكلة تمكّنها من السيطرة الإدارية الكاملة

صرح غصن قائلاً: “الاندماج المقترح كان يعبر عن خطوة مليئة باليأس من قبل إدارة نيسان، ولا معنى لإنشاء شركة محسوبة بالكامل على هوندا، حيث سيكون ذلك بمثابة القضاء على استقلالية نيسان”. أضاف غصن أن الشركة أصبحت مملة ومتوسطة في أدائها الحالي، ووصف ذلك بأنه نتيجة لتراجع الابتكار والمبادرة لدى الشركاء الرئيسيين.

رؤية كارلوس غصن للوضع الحالي لنيسان

قام كارلوس غصن، الذي عرف بصراحته، بتحليل الوضع الراهن لنيسان مشيراً إلى أنها بدأت تتسول المساعدة من منافسين كبار مثل هوندا، ورأى أن التحالف مع شركة رينو الذي كان هو وراء نجاحه سابقاً لم يعد كبيراً كما في السابق، حيث وصفه بالشراكة الهشة

من ناحية أخرى، انتقد غصن خطوة محاولات إعادة هيكلة الشركة قائلاً إن تلك القرارات التي اتخذت في السنوات الماضية لم تكن سوى محاولات سطحية، وأكد أن نيسان بحاجة إلى إعادة بناء جذري وشامل إذا كانت ترغب في التقدم من جديد، وألقى باللوم مباشرة على الإدارات المتعاقبة للشركة في تدهور الأوضاع الحالية، داعياً إلى عودة الاستراتيجيات التنافسية الحقيقية.