تألق مستمر.. عبير الأباصيري ترسم إرثًا إعلاميًا خالدًا في مصر اليوم

تُشكّل مسيرة الإعلامية عبير الأباصيري علامة فارقة في الإعلام المصري، حيث امتدت خبرتها لأكثر من عقدين في الصحافة والتلفزيون مع تقديم محتوى إعلامي متوازن واحترافي يجذب اهتمام الجمهور ويعزز المهنية في العمل الإعلامي.

رحلة عبير الأباصيري في الصحافة وتطوير مهاراتها الإعلامية

انطلقت مسيرة عبير الأباصيري في عالم الصحافة عام 1994 عبر صحيفة روزاليوسف العريقة، التي كانت محطة مهمة لبناء خبرتها في تغطية الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية، حيث طوّرت رؤيتها المهنية وأصبحت من الإعلاميات اللاتي يعتمد عليهن في نقل المعلومة بدقة ومصداقية؛ وجاء التعليم الأكاديمي كداعم قوي لمسيرتها، حيث حصلت على درجة الماجستير من أكاديمية الفنون عام 2000، مما دمج المعرفة النظرية بالتجربة العملية وأكسبها مهارات متقدمة في مجال الإعلام والتلفزيون.

برامج التلفزيون أسلوب عبير الأباصيري في تقديم الأخبار والحوارات

دخلت عبير الأباصيري مجال التلفزيون لتكون من أبرز مقدمي البرامج الحوارية في مصر، من خلال مشاركتها في برامج مثل “بيتنا الكبير” و”حديث الساعة”، حيث تولّت الإشراف العام وإدارة البرامج التي كانت تتسم بالاحتراف والقدرة على التواصل مع الجمهور بطريقة جذابة وهادفة؛ وقد تميّزت بأسلوبها الهادئ والموضوعي في إدارة النقاشات، مع الحرص على تقديم محتوى إعلامي متوازن يعكس عمق المعرفة ومهارة إدارة الحوار دون تحيّز، مما أكسبها مكانة رفيعة بين الإعلاميين وأدى إلى شعبية واسعة في الأوساط المختلفة.

إرث عبير الأباصيري ودورها في تطوير الإعلام المصري

رغم تدهور حالتها الصحية في الأيام الأخيرة قبل وفاتها حيث كانت على جهاز التنفس الصناعي وضعف عضلة القلب ودخولها في غيبوبة تامة، استمرت عبير الأباصيري في العمل الإعلامي بإخلاص حتى اللحظات الأخيرة، مما يعكس التزامها الكبير تجاه مهنتها؛ وقد تركت إرثًا مهنيًا كبيرًا من خلال إثراء المشهد الإعلامي المصري وتنمية أجيال جديدة من الإعلاميين بالخبرات التي شاركتها، وكان لها دور مركزي في ترسيخ قيم المهنية والموضوعية في الصحافة والتلفزيون، وحازت على احترام واسع من زملائها في المجال الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدانها، معتبرين ذلك خسارة كبرى للإعلام المصري، ويرجع ارتباط رحيلها المفاجئ بتأثرها بوفاة صديقها الإعلامي عاطف كامل، مما زاد من وقع الفقد في الوسط الإعلامي.

ظلّت عبير الأباصيري مثالاً للإعلامي الملتزم الذي يدمج بين الاحترافية والإنسانية، وقد ساهمت بفعالية في تطوير الإعلام المصري بمحتوى صادق يعكس المسؤولية تجاه الجمهور وأهمية الحفاظ على موثوقية التغطية الإعلامية؛ رحيلها رغم حزنه يعزز تقدير الإعلاميين والجمهور لإرثها المضيء، الذي يواصل تأثيره في إثراء الإعلام المصري بمهنية وموضوعية ترتقي بالمشهد الإعلامي إلى آفاق جديدة.