«اتفاق سري» بين أمريكا والحوثيين يكشف تفاصيل صادمة بشأن «إسرائيل»

تزايدت التكهنات بشأن وجود اتفاق سري بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الحوثيين، يهدف إلى ضمان وقف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. جاء ذلك عقب إعلان سلطنة عمان التوصل إلى هدنة بين الجانبين، ما أثار الكثير من التساؤلات حول تفاصيل هذا التفاهم وانعكاساته الإقليمية، خصوصًا على مسار الأزمات في الشرق الأوسط وتحديدًا في اليمن.

اتفاق سري بين أمريكا والحوثيين بشأن إسرائيل

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني وجود معلومات تشير إلى اتفاق غير معلن بين الولايات المتحدة والحوثيين، ويتضمن وقف استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. وفق تصريحات الإرياني، فإن السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية باتت تعبر بأمان دون التعرض لأي هجمات من قبل الحوثيين. هذا التطور يعكس تغيّرًا لافتًا في استراتيجية الحوثيين، الذين أعلنوا سابقًا دعمهم للقضية الفلسطينية، إلا أن الواقع الحالي يظهر تراجعًا في هذه الادعاءات مقابل تعزيز مصالح سياسية مع قوى دولية.

وأضاف الإرياني أن الحوثي يعمل كذراع للمشروع الإيراني في المنطقة، ما يفسر اتخاذ خطوات تتوافق مع الأهداف الإيرانية، بما في ذلك الدخول في تفاهمات قد تسهم في تهدئة الحملة العسكرية الأمريكية ضد الجماعة.

تحليل دور الاستخبارات الأمريكية في التفاوض

كشفت تقارير إعلامية أن الاستخبارات الأمريكية لعبت دورًا محوريًا في رصد تحركات الحوثيين، ما دفع واشنطن لفتح باب للتفاوض من خلال حلفائها في المنطقة. وفقًا لوكالة “رويترز”، بدأت الإشارات الأولى لرغبة الحوثيين في التهدئة مطلع مايو، حيث بدأت الجماعة بالتواصل مع أطراف إقليمية مقربة من الولايات المتحدة. وتشير المعلومات إلى أن الجماعة عانت من ضغوط عسكرية كبيرة خلال الأشهر الماضية، ما جعلها تبحث عن حلول بديلة تقلل من خسائرها الميدانية والسياسية.

أعلن الاتفاق الإطاري بين الطرفين مطلع مايو الماضي، متزامنًا مع استعدادات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لجولته في الخليج، وهو ما اعتبره فرصة لإثبات نجاح إدارته في الضغط على الحوثيين وكسب نقاط سياسية قبيل الانتخابات الرئاسية.

دور إيران وتأثير الاتفاق على التوترات الإقليمية

لعبت إيران دورًا فاعلًا في دفع الحوثيين نحو التفاوض مع الولايات المتحدة، وذلك ضمن جهودها لتخفيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية التي تواجهها نتيجة العقوبات الأمريكية. تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع لتهدئة التوترات الإقليمية وتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، مع التركيز على تجنب أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو أمريكا.

في الختام، يمثل الاتفاق السري بين أمريكا والحوثيين خطوة مهمة في سياق التحولات الإقليمية، حيث يعكس تناغم المصالح الدولية مع الديناميكيات المحلية. إلا أن هذا التفاهم يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على مشهد الصراعات في المنطقة، خاصة في ظل استمرار الأزمات الإنسانية والمعاناة في اليمن. من الضروري متابعة تطورات هذا الاتفاق لفهم أبعاده وانعكاساته بشكل أعمق.