كشف جديد اليوم.. لماذا اعتزلت أمل حجازي الفن عام 2017 وما القصة وراء خلعها الحجاب؟

ارتبط اسم أمل حجازي خلال مسيرتها الفنية الطويلة بعدد من المحطات المهمة التي شملت اعتزالها الفن عام 2017 وارتدائها الحجاب، بالإضافة إلى قرارها بخلعه لاحقًا، مما أثار فضول الجمهور حول أسباب هذه القرارات وتأثيرها على حياتها ونشاطها الفني والإنساني.

البدايات الفنية ومسيرة نجاح أمل حجازي في الغناء

ولدت أمل حجازي في لبنان عام 1977، وانطلاقتها الفنية كانت في أواخر التسعينيات حيث نالت بسرعة شهرة واسعة بفضل صوتها الدافئ وأدائها المميز، الذي جعلها تبرز بين نجمات الغناء العربي الحديث. قدّمت أمل مجموعة من الأغاني الناجحة التي ما زالت تحظى بتقدير المستمعين مثل “زمان” و”عالسطح” و”روحي وياك”، مما رسّخ مكانتها كرمز وشخصية محبوبة في الساحة الفنية اللبنانية والعربية. إضافة إلى ذلك، شاركت بأبرز الحفلات والمهرجانات العربية، وحازت على جوائز فنية متعددة، مما ساعد على ترسيخ اسمها كواحدة من أهم نجمات الأغنية الشبابية التي تمزج بين الرومانسية والأنغام العصرية.

تأثير تجربة المرض على حياة وقرارات أمل حجازي

واجهت أمل حجازي مرض السرطان قبل نحو عقد من الزمن، مما مثل تحولًا مفصليًا في مسيرتها وحياتها. أظهرت شجاعة كبيرة خلال فترة العلاج، وأكدت أن هذه التجربة زادتها قربًا من الله ووعيًا بأهمية الصحة النفسية والجسدية. وكانت الفحوصات الدورية هي السبب في كشف المرض مبكرًا، وهو ما أنقذ حياتها، كما صرّحت في لقاءات صحفية عدة، مشددة على ضرورة إجراء الفحص الطبي السنوي للكشف المبكر عن الأمراض، لما له من أثر بالغ في الحفاظ على الحياة.

قرار اعتزال الفن وارتداء الحجاب ثم خلع الحجاب: رحلة أمل حجازي الروحية والشخصية

في 2017، صدمت أمل جمهورها بقرارها المفاجئ اعتزال الفن وارتداء الحجاب، معلنة أن هذا الخيار جاء بعد تفكير طويل ورغبة حقيقية في التقرب إلى الله والابتعاد عن أضواء الشهرة. هذا القرار أثار جدلاً واسعًا بين مؤيدين رأوه تعبيرًا عن قناعاتها الشخصية والروحية، ومعارضين شعروا بأنه خسارة كبيرة للغناء العربي بصوت مميز.

مؤخرًا، أعلنت أمل في حوار مع الإعلامية نضال الأحمدية عن خلعها الحجاب، مؤكدة أن الدين الحقيقي ينبع من “القلب السليم” وليس المظاهر الخارجية؛ حيث قالت إن الله لم يفرض تغطية الشعر بشكل صريح، ولم يعد الحجاب يعكس راحتها النفسية رغم احترامها لجميع المحجبات. وأضافت أن هذا القرار لم يؤثر على قيمها أو مبادئها، ولا تزال ملتزمة بالصلاة وقراءة القرآن يوميًا.

تفاعل الجمهور مع قرارات أمل حجازي بين التأييد والجدل المستمر

أي قرار جريء تتخذه أمل حجازي لا يخلو من ردود فعل متباينة، فقد رأى البعض أن اعتزالها وارتداء الحجاب ثم خلعه هو تعبير صادق عن حرية شخصية يجب احترامها، في حين شعر آخرون بالحزن لانفصالها عن الصورة التي عرفوها لفنانة اعتزت بالمظهر المحتشم، وارتبطوا بفترة نشاطها الفني. رغم ذلك، احتفظت أمل بحضور قوي على منصات التواصل الاجتماعي، مما يدل على ارتباطها المستمر مع جمهورها وأثر قراراتها داخل المجتمع الإعلامي.

الدور الإنساني والمساعي المجتمعية في حياة أمل حجازي

بعيدًا عن الفن، أظهرت أمل حجازي جانبًا إنسانيًا متميزًا، إذ شاركت في كثير من المبادرات الخيرية، مقدمة دعمها للمحتاجين وناطقة بأهمية الوعي بالصحة النفسية والجسدية. استنادًا إلى تجربتها مع السرطان، أصبحت أمل حساسة تجاه آلام الآخرين، مستخدمة منصاتها للتشجيع على الكشف المبكر عن الأمراض، والتذكير بأهمية الاهتمام بالنفس، الأمر الذي يبرز قوتها في مواجهة التحديات وتعزيز روح العطاء والتضامن الاجتماعي.

يشكل مسار أمل حجازي تأكيدًا حيًا على أن رحلة الإنسان لا تنحصر في مهنة واحدة، بل تمتد لتشمل تحولات روحية وإنسانية تبحث عن السلام الداخلي والصدق مع الذات، وقدمت نموذجًا ملهمًا في التمسك بالقيم مع مواجهة الحياة بشجاعة وصدق.