«اتفاق مفاجئ» بين أمريكا والصين يثير تغيرات كبيرة في سوق الذهب (تقرير)

شهدت أسعار الذهب العالمية والمحلية تغييرات ملحوظة خلال تعاملات اليوم، إذ تأثرت بالتطورات الاقتصادية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين التي أسفرت عن انخفاض الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن. يأتي ذلك بالتزامن مع ترقب الأسواق صدور تقارير التضخم الأمريكية التي تساهم في تشكيل توقعات مسار السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، مما نتج عنه تقلبات في قيمة المعدن الثمين.

سوق الذهب العالمي وانخفاض الأسعار بعد اتفاق أمريكا والصين

سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 3221 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 3252 دولار للأونصة، ثم استقر بالقرب من مستوى 3236 دولار للأونصة وقت إعداد التقرير. هذا التراجع جاء بعد أن حقق المعدن الأصفر مكاسب محدودة في اليوم السابق، إلا أن تأثير الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والصين يوم 12 مايو كان واضحًا، حيث خُفضت الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتًا، مما أدى إلى تهدئة المخاوف بشأن الركود العالمي وزيادة شهية المخاطرة.

الاتفاق التجاري أدى إلى تقليل الحذر من انعكاسات اقتصادية كبرى على الأسواق المالية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يتوقع إعادة تطبيق الرسوم المرتفعة في المستقبل القريب، مما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الذهب كملاذ آمن والتوجه إلى الأصول الخطرة مثل الأسهم.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على أسعار الذهب

أثرت بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت مؤخرًا على التوقعات بشأن أسعار الفائدة، حيث أظهرت ارتفاعًا أعلى من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلكين، في حين يترقب المستثمرون تقرير مؤشر أسعار المنتجين للحصول على مؤشرات إضافية حول السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي يحدد الطريقة التي ستتم بها معالجة التغيرات التضخمية المستقبلية ومستوى الفائدة. على الرغم من هذه الأرقام، استمر تداول سعر الأونصة قريبًا من مستوى دعم هام عند 3200 دولار، ما يزيد من احتمالية الهبوط في حال كسر هذا المستوى.

أما على صعيد الأسواق المحلية، فقد شهد سعر الذهب انخفاضًا متأثرًا بالأداء العالمي للعملة الأمريكية التي تراجعت مع بداية هذا الأسبوع. كما ساهم انخفاض الدولار أمام الجنيه المصري في تخفيف الدعم لتسعير المعدن محليًا، حيث تراجع سعر الذهب عيار 21 الأكثر انتشارًا من 4640 إلى 4613 جنيهًا للجرام خلال جلسة اليوم.

ارتفاع احتياطيات الذهب الصينية وأثرها على الأسواق

على صعيد آخر، سجلت الصين زيادة مستمرة في احتياطيات الذهب، إذ أضاف البنك المركزي الصيني 2.2 طن في أبريل ليصل الإجمالي إلى 2295 طنًا؛ ما يعادل 6.8% من الأصول الاحتياطية. وقد ساهمت الاستثمارات الصينية في تعزيز التدفقات النقدية لصناديق الذهب بقيمة 6.8 مليار دولار. وفي بورصة شنغهاي للعقود الآجلة، ارتفعت أحجام تداول العقود الذهبية بشكل غير مسبوق خلال شهر أبريل، مما يعكس أهمية السوق الصينية في دعم استقرار الأسواق العالمية.

يظل الذهب تحت ضغط خلال هذه الفترة مع استمرار التحركات الاقتصادية العالمية والمحلية، حيث تتنوع العوامل المؤثرة لتشمل تقارير التضخم، أسعار الفائدة، ومستويات الطلب العالمي والمحلي.