مايكروسوفت تسريح 3٪ من موظفيها في خطوة لإعادة هيكلة الشركة

أعلنت شركة مايكروسوفت مؤخرًا عن قرار تسريح 3% من موظفيها، أي ما يعادل حوالي 6,000 موظف، ضمن جهود تهدف إلى تحسين هيكلية الشركة وتعزيز كفاءتها التشغيلية في ظل ديناميكية الأسواق المتغيرة باستمرار، وشمل القرار جميع المستويات الوظيفية والفرق المتنوعة، مع تأكيدات الشركة على أن الغاية منه هي إعداد المؤسسة لتحقيق أداء مستدام في المدى الطويل.

تسريح 3% من موظفي مايكروسوفت: الأسباب والأهداف

أشارت شركة مايكروسوفت إلى أن هذه الجولة من التسريح تأتي في إطار التغييرات التنظيمية الهيكلية التي تهدف لتحسين كفاءة الشركة، ويأتي ذلك على الرغم من تحقيق الشركة أرباحًا صافية بلغت 25.8 مليار دولار في الربع المالي الماضي، مع نمو إيجابي متوقع خلال الفترة القادمة، ورغم النجاحات المالية، ذكرت الشركة أن تقليص الطبقات الإدارية وإعادة ترتيب هيكلة الفرق أمران ضروريان لزيادة التنافسية وتبسيط العمليات التشغيلية.

وبحسب الشركة، فإن الهدف الأساسي للتقليص ليس مرتبطًا بالأداء الوظيفي، بل بتحسين مرونة الشركة وقدرتها على التكيف مع تحولات السوق، ويأتي هذا القرار بعد إجراءات مشابهة اتخذتها شركات تقنية أخرى مثل أمازون المتمثلة في تقليص الوظائف لتحسين التنظيم الداخلي وتقليل التعقيد الإداري.

تفاصيل تسريح موظفي مايكروسوفت

وفقًا للبيانات الصادرة، كان عدد العاملين المتأثرين بهذا القرار يشمل قرابة 1,985 موظفًا في مقر الشركة في ريدموند بولاية واشنطن، من بينهم حوالي 1,510 شخصًا يعملون داخل مكاتب الشركة، وبلغ إجمالي عدد موظفي مايكروسوفت عالميًا حوالي 228,000 شخصًا مع نهاية شهر يونيو الماضي، وقد سبق للشركة الإعلان عن تسريحات بلغت 10,000 موظف في بداية عام 2023، حيث تركزت تلك التخفيضات على عدد محدود من الأقسام الوظيفية.

تشير التوقعات إلى أن الشركة تسعى لتكييف عملياتها قريبًا مع التحولات الكبيرة في سوق التقنية، وخاصة تلك المتعلقة بخدمات الحوسبة السحابية وأدوات الذكاء الاصطناعي التي سبق وأن سجلت أداءً إيجابيًا داخل منظومة الشركة.

مستقبل قطاع التكنولوجيا في ظل تسريحات عملاقة مثل مايكروسوفت

تشكل جولات التسريح من الشركات التقنية الكبرى مثل مايكروسوفت وآخرون مؤشرًا هامًا على تغير أولويات الصناعة نحو تحقيق الكفاءة التشغيلية بدلًا من الطموح التوسعي المفرط، ويبدو أن التركيز الحالي يتجه نحو الاستثمار في تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين سلاسل العمل وزيادة الإيرادات دون الحاجة إلى تضخم القوى العاملة بشكل غير فعال.

في نفس السياق، أشارت العديد من المؤشرات إلى أن الشركات تخطط لتقليل مستويات النفقات الإدارية التي أصبحت تتسم بالتعقيد في كثير من الأحيان، ومن المتوقع أن تتبع شركات أخرى نفس النهج لتحسين هياكلها التنظيمية بما يتماشى مع متطلبات السوق الحديثة ومتغيرات نمو الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

في ظل هذه التحديات والتغيرات الجذرية، يترقب العالم كيف ستؤثر هذه الخطوات المستقبلية على سوق العمل في التكنولوجيا، وما إذا كانت ستسهم في تدعيم الابتكار وخلق رؤية مستدامة للنمو.