خاصة اليوم.. الفنانة يسرا تؤكد أن مسيرة الأمير طلال تستحق عمل فيلم وثائقي

جلسة حوارية بمكتبة الإسكندرية تؤكد أن مسيرة الأمير طلال تستحق التسجيل في فيلم وثائقي

تُبرز مسيرة الأمير طلال جوانب إنسانية وثقافية غنية تجعل من قصته عنوانًا يستحق التسجيل في فيلم وثائقي مفصل. في جلسة حوارية بمكتبة الإسكندرية، تم التأكيد على أن هذه الرحلة الاستثنائية تحمل أبعادًا متعددة تتجاوز التاريخ الرسمي، حيث يظهر الأمير طلال كرمز للاستثمار الحقيقي في الإنسان.

مسيرة الأمير طلال: القيم الإنسانية ورؤية مستنيرة

انطلقت الجلسة بعنوان “طلال سيرة ومسيرة” لتسلط الضوء على الجانب الإنساني للأمير الراحل طلال، في إطار فعاليات النسخة السادسة لمعرض “طلال…تاريخ تقرأه الأجيال” الذي أطلقه الأمير عبد العزيز بن طلال كرسالة تواصل بين الأجيال. تحدث مجموعة من الشخصيات المؤثرة عن مسيرة الأمير طلال، بداية من اهتمامه ببناته وتعليمهن، مرورًا بدفاعه المستمر عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين والأديان، ما يجعل من مسيرة الأمير طلال نموذجًا استثنائيًا للاستثمار في الإنسان. ولفت الدكتور عبد اللطيف الحميد إلى أن البعد الإنساني شكل ركيزة أساسية في حياته؛ فهو الذي جمع بين الرحمة والتنظيم، متأثرًا بفكر الفيلسوف فولتير الذي آمن بالتسامح والعدالة الاجتماعية، مما أضفى على مسيرته بعدًا فكريًا وثقافيًا لا يمكن تجاهله.

دور مسيرة الأمير طلال في تعزيز العلاقات العربية والثقافة والفنون

أكد الكاتب الصحفي فتحي محمود على عمق مشاعر الأمير تجاه مصر وشعبها، وحرصه الدائم على تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين السعودية ومصر، خاصة عبر الدعم الإعلامي وحواراته مع الصحفيين المصريين. وأشار إلى أن الأمير طلال كان حريصًا على متابعة كل ما ينشر في الصحف العالمية والعربية، ويشارك النقاشات بروح بعيدة عن السياسة الضيقة؛ مما جعله محط احترام الجميع كأمير إنساني وروح متصالحة مع الفن والثقافة. الفنانة يسرا، التي تربطها علاقة صداقة وطيدة مع الأمير، تحدثت عن دعمه المتواصل لها خلال محطات حياتها، مشيرة إلى اهتمامه البالغ بالثقافة والمرأة ودوره المحوري في حضور الندوات الفنية؛ تلك الندوات التي رأى فيها قوة تواصل فريدة تعزز من رسالة الفن في عالمنا العربي.

أهمية توثيق مسيرة الأمير طلال في فيلم وثائقي للحفاظ على إرثه الإنساني

اقترحت الفنانة يسرا خلال الجلسة ضرورة إنتاج فيلم وثائقي (Docudrama) يجسد مسيرة الأمير طلال كاملة، بدءًا من بداياته وصولاً إلى إنجازاته وإنسانيته، مشددة على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه مكتبة الإسكندرية في حفظ هذا الإرث وتقديمه للأجيال القادمة. وأكدت على أن الكثير من القضايا التي ناقشها الأمير قبل سنوات مثل ندرة المياه والمتغيرات الاجتماعية ما زالت تفرض نفسها بقوة في واقعنا العربي اليوم. الدكتور عماد عبد الوهاب وصف الأمير بأنه إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يحمل رؤية تجمع بين التاريخ والمستقبل وتخطط لأجيال لاحقة بعيدة النظر.

كل هذه الشهادات تعكس مسيرة الأمير طلال التي تتداخل فيها الإنسانية مع السياسة والثقافة، لتؤكد أن حياة الأمير تستحق التوثيق الكامل الذي يحفظ أثره للأجيال القادمة، ويرسم نموذجًا في الاستثمار الحقيقي في الإنسان الحي، كما قال، ليظل إرثه نبراسًا لمن يسيرون على دربه.