نتائج جديدة اليوم.. دواء حب الشباب “أكيوتين” يعالج العقم عند الرجال بشكل واعد

بدأ دواء إيزوتريتينوين المعروف بعلاج حب الشباب الشديد في إثارة اهتمام الباحثين كخيار واعد لعلاج العقم عند الرجال المصابين بانعدام الحيوانات المنوية، حيث أظهرت دراسة حديثة نتائج مشجعة تعزز إمكانية استخدام هذا العلاج بدلاً من التدخلات الجراحية التقليدية.

نتائج واعدة لاستخدام دواء إيزوتريتينوين لعلاج العقم عند الرجال

تُعتبر مشكلة العقم الناتج عن انعدام الحيوانات المنوية من التحديات الطبية الكبرى، حيث يقتصر علاجها في الغالب على استخراج الحيوانات المنوية جراحياً من الخصيتين، وهو إجراء ينطوي على مخاطر مثل العدوى وزمن النقاهة الطويل، إلى جانب معدل نجاح لا يتجاوز 50% عادةً؛ الأمر الذي دفع العلماء للبحث عن بدائل دوائية آمنة وفعالة. في هذا الإطار، برز دواء إيزوتريتينوين كمركب مستوحى من حمض الريتينويك، وهو عنصر طبيعي مشتق من فيتامين A، يلعب دوراً أساسياً في نمو وتطور الحيوانات المنوية، خاصة لدى الرجال الذين يعانون من مستويات منخفضة من هذا الحمض داخل الخصيتين.

تفاصيل الدراسة والتأثيرات الإيجابية لدواء إيزوتريتينوين في الخصوبة

شملت الدراسة 30 رجلاً يعانون من حالات متقدمة من العقم، منهم 26 رجلاً يعانون من انعدام الحيوانات المنوية غير الانسدادي، وأربعة يعانون من قلة الحيوانات المنوية بشكل ملحوظ، حيث خضع المشاركون لعلاج بإيزوتريتينوين بجرعة 20 ملليغرام مرتين يومياً لأكثر من ستة أشهر، مع متابعة دقيقة لمستويات الهرمونات وتحاليل السائل المنوي. أثمرت النتائج عن إنتاج 11 رجلاً حيوانات منوية نشطة في القذف، مما مكنهم من تجاوز الحاجة للجراحة والبدء مباشرة في إجراءات التلقيح الاصطناعي. كما شمل التحسن جميع الرجال المصابين بمتلازمة انعدام الحيوانات المنوية، وظهرت لدى 7 مشاركين زيادة ملحوظة في إنتاج الحيوانات المنوية. رغم أن بعض المشاركين بقوا بحاجة إلى التدخل الجراحي، فإن مدة العملية الجراحية انخفضت بشكل ملحوظ من 105 إلى 63 دقيقة في المتوسط بعد العلاج. فضلاً عن ذلك، نجحت 9 دورات من التلقيح الاصطناعي باستخدام الحيوانات المنوية الناتجة من العلاج، وأسفرت عن تجفيفات وأجنة سليمة، وحالات حمل مستمرة، وولادة طفل صحي على الأقل.

الآثار الجانبية والتحذيرات المرتبطة باستخدام إيزوتريتينوين في علاج العقم

على الرغم من النتائج المشجعة، ترافق العلاج بآثار جانبية واضحة؛ حيث عانى جميع المشاركين من جفاف الجلد وتشقق الشفاه، فيما أبلغ نصفهم تقريباً عن أعراض نفسية مثل الانفعال، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم. بسبب تأثيرات الدواء المحتملة على وظائف الكبد، ركز الأطباء على أهمية إجراء فحوصات دم دورية طوال فترة العلاج. وأوضح الدكتور جاستن هومان من مركز سيدارز-سيناي الطبي أن علاج العقم بإيزوتريتينوين يمثل خياراً غير جراحي مبتكر، لكنه شدد على أن هذه النتائج لا تزال أولية وتتطلب تجارب أوسع لتأكيد فعاليتها وأمانها. كما يحذر الخبراء من استخدام الدواء خارج إطار البحث السريري، خاصة وأنه مرتبط بخطورة عالية على النساء الحوامل بسبب قدرته على التسبب بتشوهات خلقية، مع التأكيد على أن الدراسات الحالية لم تظهر أدلة على أضرار الدواء في الرجال أو على جودة الأجنة الناتجة.

يأمل الباحثون أن يساهم هذا العلاج في تحديد الجرعات المناسبة التي تحقق أقصى استفادة للمرضى دون التأثير سلباً على صحتهم، كما يسعى الفريق العلمي لفهم تأثير إيزوتريتينوين على جودة الحيوانات المنوية بشكل أدق وتحسين مخرجات الخصوبة مع متابعة أمنية مستمرة. تقدم هذه الدراسة بصيص أمل جديد للرجال الذين يعانون من مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية، فتكتشف الأدوية المعروفة سابقاً تطبيقات جديدة تفتح آفاقاً غير تقليدية في علاج العقم.