«تراجع كبير».. الذهب يهبط لأدنى مستوى خلال شهر مع تصاعد الآمال التجارية

«تراجع كبير».. الذهب يهبط لأدنى مستوى خلال شهر مع تصاعد الآمال التجارية
«تراجع كبير».. الذهب يهبط لأدنى مستوى خلال شهر مع تصاعد الآمال التجارية

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا تجاوز 2% لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التراجع والآثار المحتملة على الأسواق العالمية. يأتي ذلك في ظل تفاؤل اقتصادي بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين بشأن خفض الرسوم الجمركية مؤخرًا، مما جعل المستثمرين يتوجهون نحو أصول ذات مخاطر أكبر مبتعدين عن الذهب كملاذ آمن.

تراجع أسعار الذهب وأسبابه المباشرة

انخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 2.1% ليبلغ 3180.29 دولار للأوقية، كما سجل أدنى مستوى للجلسة بنحو 3174.62 دولار. ويرجع المحللون هذا الهبوط الحاد إلى الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة والصين لتخفيف الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، حيث عزز ذلك هذا الاتفاق الأجواء الإيجابية بين المستثمرين وأعاد الثقة بالأسواق المالية؛ مما أدى إلى الابتعاد عن الأصول الآمنة كالمعادن الثمينة. بالإضافة إلى ذلك، سجلت العقود الآجلة الأمريكية للذهب انخفاضًا بنسبة 2% إلى 3184.20 دولار، ما يعكس تأثير التطورات التجارية على مؤشرات الأسواق الأمريكية.

تأثير التغيرات التجارية على أسواق المعادن الثمينة

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، فقد تأثرت أيضًا أسعار المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة بنسبة 1.9% لتصل إلى 32.27 دولار للأوقية، كما شهد البلاتين هبوطًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 980.21 دولار، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.6% ليثبت عند 950.70 دولار للأوقية. تأتي هذه التغيرات كاستجابة مباشرة لمستجدات الوضع التجاري العالمي؛ إذ عززت الاتفاقيات التجارية أجواء التفاؤل في الأسواق وأدت إلى توجه رؤوس الأموال نحو أصول أخرى مثل الأسهم وسندات الأسواق الناشئة. هذه التحولات تظهر حساسية المعدن الأصفر تجاه الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية.

هل يستطيع الذهب استعادة مكاسبه؟

على الرغم من الهبوط الأخير، فإن الذهب لا يزال يحتفظ بمكاسب سنوية جيدة، حيث ارتفع بنسبة 21.2% منذ بداية العام، إذ وصل إلى أعلى مستوى له عند 3500.05 دولار في وقت سابق من العام. يبقى السؤال الأبرز حول قدرة الذهب على استعادة زخمه السابق خاصةً في ظل التقلبات المستمرة في التجارة العالمية ومتغيرات أسعار العملات. العوامل الجيوسياسية المحتملة التي قد تتفاقم مستقبلًا ستكون ذات دور أساسي في إعادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، في حين أن أي استثمارات إضافية في الأسواق التجارية قد تمنعه من العودة بمستويات قياسية قريبًا.

وينبغي على المستثمرين متابعة تطورات المؤشرات العالمية والأسواق المالية، حيث سيعتمد مستقبل الذهب على مزيج من العوامل المالية والاقتصادية، مثل انخفاض أسعار الفائدة وتوقعات النمو العالمي، مع الأخذ في الاعتبار أي مستجدات في النواحي الجيوسياسية والتجارية التي قد تدعم الطلب على المعادن النفيسة.