«خسائر حادة».. الذهب يهوي لأدنى مستوى في 5 أسابيع بانتظار تصريحات باول

تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية، مما أدى إلى تسجيل أدنى مستوياتها خلال خمسة أسابيع، وسط ضعف الإقبال على المعدن باعتباره ملاذًا آمنًا. يأتي هذا في وقت تستمر فيه عمليات تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ترقب المستثمرين لتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية التي تؤثر بشكل كبير على تحركات الأسعار.

أسعار الذهب اليوم: الانخفاض مستمر

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا بنسبة 1.8% لتصل إلى مستوى 3,120.99 دولارًا للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ عشرة أبريل. يرجع هذا الانخفاض إلى ضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن لتزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين في الأسواق المالية. على الرغم من هذا الانخفاض، فإن تراجع الدولار الأمريكي خلال اليوم ساعد في تقليل حدة النزيف في الأسعار. الجدير بالذكر أن انخفاض الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما قد يوازن التأثير الهبوطي على السوق.

الدولار وتأثيره على أسعار الذهب

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.4% اليوم، مبتعدًا عن المستويات العليا التي سجلها خلال الأسابيع الأخيرة. تعكس هذه الحركة تراجع مستويات العملة الأمريكية أمام مجموعة من العملات العالمية. انخفاض قيمة الدولار يسهم بزيادة الطلب على الذهب المسعر بالدولار، وهو ما يخفف من خسائر المعدن النفيس. تصريحات أعضاء الفيدرالي لا تزال تُشير إلى التريث في اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة المقبلة، مع احتمالات خفض الفائدة خلال اجتماعات يوليو أو سبتمبر.

التوترات التجارية ومستقبل الذهب

مع الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والصين على تخفيف الرسوم الجمركية ووقف تصعيد الحرب التجارية، تبدو النظرة أكثر إيجابية تجاه الأسواق العالمية. يُتوقع أن يتجه المستثمرون بشكل متزايد إلى الأصول عالية المخاطر بدلًا من الملاذات الآمنة مثل الذهب. ورغم ذلك، يعتمد الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب على البيانات الأمريكية المقبلة، خصوصًا تلك المتعلقة بمبيعات التجزئة وأسعار المنتجين. مثل هذه البيانات قد تُلهم المستثمرين بإعادة تقييم احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما قد يعيد تشكيل توجهات السوق.

فيما يخص التوقعات الفنية، يتوقع الخبراء أن يستقر الذهب حول مستويات 3,150 دولارًا للأوقية خلال الفترة المقبلة. في حالة كسر هذا المستوى، قد يشهد الذهب تراجعًا إضافيًا إلى حدود 3,100 دولار. ومع ارتفاع حيازات صناديق الاستثمار العالمية مثل صندوق SPDR Gold Trust، لم تتغير الحيازات الأخيرة والتي بقيت عند 936.51 طن متري. يبقى التركيز الحالي على تصريحات جيروم باول المقبلة للبحث عن إشارات قد تؤثر على الاتجاهات السعرية المستقبلية للذهب.

بشكل عام، يمكن أن تُسفر البيانات الاقتصادية المرتقبة وتصريحات الفيدرالي عن حراك جديد في سوق الذهب خلال الأيام المقبلة. لذا، ينصح الخبراء بمتابعة الأخبار الاقتصادية عن كثب لتحديد الاتجاهات الدقيقة والقادمة للسوق.