«رجل الظل» حسين السلامة.. الاسم الذي يستعين به الجميع للنجاح

«رجل الظل» حسين السلامة.. الاسم الذي يستعين به الجميع للنجاح
«رجل الظل» حسين السلامة.. الاسم الذي يستعين به الجميع للنجاح

في خطوة هامة تتزامن مع المتغيرات العميقة التي تشهدها سوريا، أصدر الرئيس أحمد الشرع قرارًا بتعيين حسين السلامة الملقب بـ”أبو مصعب الشحيل” رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة، في قرار يناسب حاجة البلاد إلى شخصية تتمتع بخبرات واسعة في المجالات الأمنية والعشائرية، إضافة إلى تمكنه من إدارة المعادلات المعقدة في المرحلة الحالية التي تتسم بالتهديدات والتوازنات الدقيقة.

حسين السلامة ودوره في مواجهة داعش وإدارة الصراعات العشائرية

حسين السلامة يُعرف بمسيرته الثرية التي لعبت دورًا محوريًا في تشكيل التاريخ الحديث للمنطقة الشرقية من سوريا، حيث كان أبرز الفاعلين في التحالفات ضد داعش ومفاوضًا رئيسيًا في الصفقة التي أبرمها مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال، هذا بالإضافة إلى قدرته على احتواء النزاعات الداخلية مثل تلك التي وقعت في بلدة الشحيل عام 2024، والتي انتهت بتدخل حاسم منه، ما يعكس براعته في إدارة التوازنات الحساسة بين مختلف أطراف النزاع.

مهارات السلامة ليست محصورة في السياسة فقط، فهو يتمتع بعمق أمني ومرونة ميدانية، وقد أثبتت تجربته مع الفصائل المسلحة، ثم كونه أحد قادة هيئة تحرير الشام، ومن ثم الانتقال إلى الإدارة السياسية، أن لديه إمكانات تؤهله للتعامل مع أكثر الملفات تعقيدًا، ما جعله مناسبًا لترؤس الاستخبارات السورية في ظل التحديات الحالية.

الخبرات السياسية والعشائرية في مسيرة حسين السلامة

ولد حسين السلامة في بلدة الشحيل التي تعتبر واحدة من أبرز مدن شرق سوريا، وتعود أصوله إلى قبيلة العكيدات ذات الثقل الكبير، انخرط في الحياة العسكرية مع بداية الأزمة السورية عام 2011، قبل أن تحوّل تجربته الغنية بين الفصائل والتنظيمات العسكرية إلى بناء رؤية سياسية أكثر شمولية، من خلال شغله مناصب مهمة مثل محافظ دير الزور والرقة والحسكة لفترة من الزمن، كما أشرف على اتفاقيات حساسة مثل المفاوضات مع قسد التي أعادت تشكيل ملامح شمال سوريا.

السلامة يُعتبر من أبرز السياسيين الجدد القادرين على إدارة التوازنات بين القبائل، ومواجهة النفوذ الإيراني الزاحف شرقًا، بالإضافة إلى معالجة التهديدات الأمنية، حيث يُشير محللون إلى أن الرئيس أحمد الشرع اختاره من بين العديد من المرشحين بسبب قدرته على الجمع بين الخبرة العملياتية والاستراتيجية، وهي صفات ضرورية لإدارة الاستخبارات في فترة حرجة.

التحديات الإقليمية والدولية أمام جهاز الاستخبارات السوري

رئاسة حسين السلامة لجهاز الاستخبارات السورية تأتي في وقت يشهد فيه الشرق السوري ضغوطًا هائلة، إذ لا يزال ظهور خلايا داعش يشكل تهديدًا كبيرًا، إلى جانب ازدياد النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يعقد المشهد ويزيد من متطلبات تحسين الأداء الأمني. السلامة أمامه كذلك تحديات متعلقة بتوازن العلاقات الخارجية، حيث يُتوقع أن تلعب الولايات المتحدة دورًا رقيبًا على سياسته القادمة، فيما ستسعى إيران إلى اختراق المزيد من المفاصل الاستراتيجية في تلك المنطقة الحساسة.

بناءً على هذه المتطلبات، تعيين حسين السلامة ليس مجرد خطوة إدارية، بل هو جزء من مشروع أكبر لإعادة تثبيت دعائم الدولة السورية وتنشيط وجودها في المناطق التي طالها التهميش خلال سنوات الحرب، مع تحقيق توازن دقيق بين المصالح الوطنية والتحديات الإقليمية والدولية.