«رقم ضخم».. مصر تتوقع وصول عدد الأسر إلى 26.5 مليون بحلول 2025

في مصر، تُظهر الإحصاءات السكانية والاقتصادية تطورات هامة بالنسبة لزيادة عدد الأسر والذي من المتوقع أن يصل إلى 26.5 مليون أسرة مع بداية عام 2025، حيث يمثل الريف النصيب الأكبر من هذه الأسر بنسبة 55.6%، بما يعادل 14.7 مليون أسرة، مقابل 11.8 مليون أسرة في المناطق الحضرية بنسبة 44.4%. تعكس هذه الأرقام المشهد الديموغرافي المتنوع وما يرتبط به من تحديات اقتصادية واجتماعية هامة للتنمية.

توزيع الأسر في مصر وتأثيره على الاقتصاد

يشكل توزيع الأسر في مصر ركيزة هامة للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي، مع التوقعات المتزايدة للنمو السكاني عالميًا، تشير الإحصائيات العالمية إلى زيادة السكان إلى 8.9 مليار نسمة بحلول عام 2035. في مصر، التوزيع العمري يبرز أهمية الفئة الشابة التي تمثل حوالي 34.3% لمن هم أقل من 15 عاماً، فيما تشكل فئة الشباب من 15 إلى 29 عاماً نسبة 26.8%، بينما تصل نسبة السكان في الفئة العمرية 30-64 عاماً إلى 35%. تؤثر هذه الفئات العمرية مجتمعة على مختلف القطاعات مثل التعليم والتوظيف. على سبيل المثال، في العام الدراسي 2023/2024، بلغ عدد الطلاب المسجلين 25.6 مليون، حيث يتركز العدد الأكبر في التعليم الأساسي بوجود 13.6 مليون طالب في المرحلة الابتدائية وحدها، إلى جانب تركيز كبير على التوسع في التعليم الجامعي والتقني.

نسبة البطالة ودورها في تحسين نمط الحياة

شهدت معدلات البطالة في مصر انخفاضًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة؛ فقد تراجع معدل البطالة الإجمالي إلى 7.4% مقارنة بأرقام السنوات السابقة. في المناطق الحضرية، وصل معدل البطالة إلى 9.6%، فيما كانت النسبة أقل في الريف حيث بلغت 4.2%. ومع أن البطالة بين الذكور سجلت مستوى أقل بنسبة 4.2%، إلا أن النسبة بين النساء ما زالت مرتفعة مع بلوغها 17.1%. تسعى الدولة إلى تقليص فجوة البطالة بين الجنسين ودعم مشاركة النساء في النشاط الاقتصادي ليصل المعدل العام إلى 44.2% للفئة العمرية التي تزيد عن 15 عامًا. علاوة على ذلك، تستثمر الحكومة في تحفيز القطاعات الانتاجية وزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية لضمان توفير فرص عمل تنافسية وتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع الأفراد.

جهود تنموية لتحسين مستوى الأسر المصرية

في إطار الجهود المبذولة لتحسين مستوى معيشة الأسر في مصر، زاد الإنفاق الحكومي على برامج الحماية الاجتماعية عام 2024/2025 إلى 635.9 مليار جنيه. توفر هذه البرامج الدعم الغذائي، السكن، والتأمين الصحي، وقد استفادت أكثر من 4.7 مليون أسرة من هذه الجهود بتكلفة تبلغ حوالي 41 مليار جنيه. كما يشمل الدعم تحفيز التمكين الاقتصادي للمرأة حيث استفادت حوالي 70% من الأسر التي حصلت على تمويل يصل إلى 5 مليارات جنيه. إلى جانب ذلك، أطلقت الدولة استراتيجيات طويلة المدى مثل الاستراتيجية الوطنية لتنمية الأسرة ورعاية الطفولة لبناء أجيال أكثر قدرة على مواجهة التحديات.

بفضل هذه الجهود الحكومية، تتجه مصر نحو تنفيذ منظومة أكثر توازنًا بين الريف والحضر، مما يُسهم في زيادة التماسك الاجتماعي، تحسين التعليم، وخفض معدلات الفقر، ليصبح المجتمع أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية وتوفير حياة كريمة لجميع أفراده.