فورد F-150 لايتيننج تتفوق على تسلا سايبرتراك في خطوة مفاجئة بأسواق السيارات

عندما أعلن إيلون ماسك عن شاحنة سايبرتراك عام 2019، كانت التوقعات تشير إلى ثورة في سوق الشاحنات الكهربائية بفضل تصميمها المستقبلي وسعرها المنافس الذي كان من المفترض أن يبدأ من 39,900 دولار، وقد تلقّت الشاحنة أكثر من مليون حجز مسبق، الأمر الذي ولّد ضجة هائلة وقتها في عالم السيارات الكهربائية، ولكن اليوم وبعد عدة سنوات، يبدو أن التوقعات لم تتحقق.

سايبرتراك: خيبة أمل وأرقام تنافسية أقل

رغم التوقعات الكبيرة بأن تحتل سايبرتراك مركز الصدارة في السوق، تشير الأرقام الحقيقية إلى تراجعها أمام منافستها فورد، فقد أظهرت بيانات تسجيل المركبات المجمّعة أن شاحنة فورد F-150 لايتنينج تفوقت على سايبرتراك من حيث المبيعات، ففي مارس مثلاً سجلت فورد 2,598 وحدة مقابل 2,170 وحدة فقط لتسلا، وعلى مدار الربع الأول من العام، باعت فورد 7,913 وحدة مقارنةً بـ 7,126 وحدة فقط لشركة تسلا، هذا التراجع في المبيعات يمثل تحديًا لشركة تسلا التي كانت تطمح إلى قيادة السوق.

أحد أسباب هذه الخيبة يعود لأسعار سايبرتراك، حيث ارتفع السعر بشكل كبير جدًا مقارنة بما كان متوقعًا، إذ أن أرخص نسخة متوفرة حاليًا تبدأ من 69,990 دولارًا، وهذا السعر أعلى بنسبة 75% مما تم الإعلان عنه عند إطلاق الشاحنة للمرة الأولى، مما أضعف ثقة المستهلكين وجعل منافسيها في موقع أقوى.

مقارنة الأداء والتصميم بين سايبرتراك وفورد

رغم تصميم سايبرتراك المبتكر الذي يبدو مستقبليًا ومميزًا، إلا أن الأداء العملي والراحة النفسية للمستهلكين قد يرجحان كفة فورد كخيار أول، شاحنة فورد تقدم أداءً جيدًا وبسعر معقول في المقارنة، مما يقنع العديد من العملاء بالتوجه نحوها بدلاً من شاحنة تسلا، الجدير بالذكر أن المدى الذي تقدمه سايبرتراك والذي يبلغ حوالي 563 كم لا يزال ميزة تنافسية رئيسية، ولكنه لم يكن كافيًا لتبرير الفرق الكبير في الأسعار من وجهة نظر المشترين.

إضافة إلى ارتفاع التكلفة، لم تحصل سايبرتراك على القبول لدى الكثيرين بسبب عدم قدرتها على تلبية وعود الأداء والتصميم الفعلي الذي يواكب احتياجات العملاء، ما عزز مخاوف المشترين وجعل الاتجاه نحو شاحنات أخرى أكثر استحسانًا وتوازنًا بين الجودة والأسعار.

سوق الشاحنات الكهربائية: تحولات وتغيرات

تشهد سوق الشاحنات الكهربائية تنافسًا محمومًا بين الشركات الرائدة، ولعل أكثر ما يميز هذه السوق هو التحولات الكبيرة في أرقام المبيعات والتوجهات بسبب الفجوة بين الوعود والتطبيق، في حين قدمت فورد تجربة متوازنة جذبت قطاعاً كبيراً من المستهلكين، فشلت سايبرتراك في الحفاظ على الزخم الأولي الذي اكتسبته، ويرجع ذلك غالبًا إلى عوامل التسعير المرتفعة والتغيرات التي أثرت سلبًا على مستوى الثقة.

إذا كانت سايبرتراك تنوي استعادة مركزها في سوق الشاحنات الكهربائية، فعليها أن تركز على استراتيجيات التسعير التنافسية وزيادة الالتزام بالتوقعات التي تم تقديمها للعملاء سابقاً، فالمستهلكون اليوم يبحثون عن القيمة والجودة بدلاً من التصميم المبتكر فقط.