«هبوط مفاجئ».. الذهب والنحاس يتراجعان مع تهدئة التوتر بين الصين وأمريكا

يشهد سوق الذهب تقلبات ملحوظة خلال هذا الأسبوع مع الانخفاض البارز الذي تسجّله الأسعار عالميًا، ويرجع ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الراهنة وانخفاض التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين؛ ما ساهم في تعريض المعدن النفيس للضغوط بسبب عوامل مثل صلابة الدولار وارتفاع عوائد السندات، إلى جانب توجه المتداولين لجني الأرباح بعد الارتفاعات القوية مؤخراً.

أسعار الذهب تتجه نحو أسوأ أداء أسبوعي

سجّلت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا هذا الأسبوع؛ حيث هبط سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى حوالي 3,178.06 دولار للأونصة، وتراجعت العقود الآجلة بنسبة 1.5% لتستقر عند 3,180.50 دولار للأونصة، ويُعدّ هذا التراجع الأبرز منذ نوفمبر 2024. عزز ذلك الإقبال على الأصول ذات المخاطر الأعلى كالأسهم والتي تفوقت في جذب المستثمرين بعيدًا عن الأصول الآمنة مثل الذهب، كما ساهم التحسن الملحوظ في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين في تهدئة الأسواق بما انعكس سلبًا على أداء الذهب.

ويعد هذا التراجع جزءًا من اتجاه أوسع استمر طوال الأسبوع، حيث خسر الذهب الفوري أكثر من 3% ليكون بذلك من أسوأ أسابيعه خلال العام. ورغم الانخفاض، حافظ المعدن النفيس على مستوى 3,000 دولار للأونصة مدعومًا بحالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن بيانات أمريكية ضعيفة.

تأثير الدولار والمعادن النفيسة الأخرى

تعرض الذهب لضغط إضافي بسبب صلابة الدولار الأمريكي والذي يُعتبر منافسًا رئيسيًا للذهب كملاذ آمن، فضلاً عن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما شكّل عبئًا على تكلفة اقتناء الذهب؛ لأن الذهب لا يدر عوائد طيلة فترة الاحتفاظ به. لم يكن الذهب وحده المتضرر؛ إذ سجلت المعادن النفيسة الأخرى، مثل البلاتين والفضة، خسائر مشابهة حيث انخفضت أسعار البلاتين بنسبة 1.2%، بينما تراجعت الفضة بنسبة 1.9% لتسجل 32.073 دولار للأونصة.

كان للمعادن الصناعية نصيب أيضًا في موجة التراجع، فقد تأثرت أسعار النحاس بسبب ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية الصينية الأسبوع المقبل. سجل النحاس انخفاضًا في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1% ليصل إلى 9,489.0 دولار للطن، في حين تراجعت العقود الآجلة الأمريكية للنحاس بنسبة تقارب 1.9%.

توقعات اقتصادية وتأثيرها على سوق الذهب

يتجه المتداولون هذا الأسبوع نحو رصد المؤشرات الاقتصادية الصينية المُرتقبة التي ستصدر قريبًا، وتشمل بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة ومؤشرات النمو الأخرى. كما تثير التوقعات بشأن خفض محتمل للفائدة في الصين تفاؤلاً بشأن تحفيز الاقتصاد ومن ثم تعزيز الطلب على المعادن الصناعية، ورغم ذلك تواجه الأسواق حالة من التوتر انتظارًا لتطورات اقتصادية أكثر وضوحًا.

بناءً على الأوضاع الحالية، يُرجح استمرار الهبوط في الذهب والمعادن الأخرى إلا إذا طرأت أحداث اقتصادية داعمة، مع أهمية مراقبة الأسواق عن كثب لتحديد الاتجاه العام للأسعار مع الاستفادة القصوى من تحركات السوق المختلفة.