«منافسة قوية» في مهرجان كان 2025.. أفلام عربية تسطع ونجوم تتألق

يعد مهرجان كان السينمائي الدولي 2025، الذي انعقدت دورته الـ78 خلال شهر مايو، منصة مرموقة تجمع أهم صناع السينما حول العالم، وقد تميز هذا العام بحضور عربي بارز على مختلف المستويات. تتنوع المشاركات بين أفلام عربية قوية تنافس بقوة في مسابقاته المتعددة، وحضور لافت للنجوم العرب على السجادة الحمراء، بالإضافة إلى مبادرات ثقافية فعالة تلقي الضوء على تطور السينما في المنطقة.

أفلام عربية تنافس بقوة في مهرجان كان السينمائي الدولي 2025

شهدت الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي منافسات مميزة للأفلام العربية التي تناولت قضايا إنسانية واجتماعية تعكس روح المنطقة. من بين هذه الأفلام، فيلم “نسور الجمهورية” للمخرج المصري السويدي طارق صالح الذي نافس بقوة ضمن المسابقة الرسمية، حيث يروي قصة ممثل مصري يواجه ضغوط الإعلام والسياسة، ما يجعله يخوض أزمة هوية واختيارات معقدة.

وفي قسم “نظرة ما”، تألقت السينما العربية بفيلم “سماء بلا أرض” من إخراج التونسية أريج السحيري، الذي يطرح علاقة إنسانية بالغة التعقيد بين أم وابنتها في ظروف قاسية، بينما شهد المهرجان أيضًا عرض فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران”، وهو عمل درامي تُرك للمصري مراد مصطفى، يسلط الضوء على التهميش الذي تتعرض له مهاجرة أفريقية شابة تعيش في القاهرة.

أما قسم ACID فقد برز فيه الفيلم المصري “حياة بعد سهام” للمخرج نمير عبد المسيح بدعم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائية، ليكون خير دليل على تصاعد الإنتاج العربي المستقل وقدرته على جذب الأنظار في هذا الحدث السينمائي الفريد.

حضور عربي بارز في مهرجان كان السينمائي 2025

لم يقتصر الحضور العربي في مهرجان كان السينمائي 2025 على المشاركات السينمائية فقط، بل امتد ليشمل تألق عدد من أبرز الشخصيات الفنية. الكاتبة المغربية الفرنسية ليلى سليماني كانت ضمن لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان، ما يعكس تقديرًا دوليًا للإبداع العربي، كما ظهر الفنان المصري المخضرم حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، في ندوة ناقشت دور مصر كمركز ريادي للسينما العربية.

أما على السجادة الحمراء، فقد خطفت النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم الأنظار بإطلالتها الساحرة التي جسدت جمال الشرق وأناقة حورية البحر، ما أضاف بعدًا إعلاميًا مميزًا للحضور العربي في هذا الملتقى الفني العالمي.

مبادرات ثقافية عربية في كان 2025

ساهمت الفعاليات الموازية لمهرجان كان السينمائي في تعزيز التعاون الثقافي بين العرب والمجتمع السينمائي الدولي. نظم مركز السينما العربية (ACC) برنامجًا يمتد لأربعة أيام، هدف إلى توفير فرص إنتاج مشترك بين المبدعين العرب والدوليين. كما عقدت جلسات ناقشت فيها المؤسسات العربية التحديات التي تواجه السينما المحلية وأهمية دعم المواهب الصاعدة لإلهام أجيال جديدة من المبدعين.

ختامًا، يعكس الحضور العربي المتزايد في مهرجان كان السينمائي 2025 اندماج السينما العربية في الحراك العالمي، ليس فقط عبر المشاركة، بل من خلال القدرة على التنافس وطرح رؤى وقضايا ذات قيمة إنسانية وثقافية عميقة، ما يثبت أن الإبداع العربي قادر بالفعل على ترك بصمته المتألقة في هذا الحدث العالمي.