«تحول جذري».. إيران تستجدي الاستثمارات بعد سنوات من العداء الاقتصادي

«تحول جذري».. إيران تستجدي الاستثمارات بعد سنوات من العداء الاقتصادي
«تحول جذري».. إيران تستجدي الاستثمارات بعد سنوات من العداء الاقتصادي

ينتقل النظام الإيراني من مرحلة العداء والشعارات المعادية للغرب إلى التوسل بالمصالح الاقتصادية والبحث عن الاستثمار. بعد عقود من رفع شعارات مثل “الموت لأمريكا” و”تحرير القدس”، تكشف التطورات الأخيرة عن تحول جذري يتمثل في الانتقال من التصعيد الثوري إلى السعي لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.

النظام الإيراني بين الشعارات الثورية وحقيقة السياسات المدمرة

عملت إيران على مدى أكثر من 40 عامًا على إطلاق شعارات ثورية تدعي معاداة الغرب ودعم القضايا الإسلامية، في الوقت الذي كانت فيه تمارس سياسات مدمرة في المنطقة العربية. فقد ركز النظام الإيراني على زعزعة استقرار الدول العربية من خلال دعم جماعات مسلحة وميليشيات طائفية، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، لتوسيع نفوذه السياسي والعسكري، مما تسبب في مآسٍ إنسانية كبيرة. استنزفت هذه التدخلات الدماء والموارد في البلدان المتضررة، حيث أودت بحياة مئات الآلاف من الأبرياء وتركت ملايين المواطنين في ظروف إنسانية كارثية.

الكلفة البشرية والاقتصادية لتدخلات إيران الإقليمية

في اليمن، دعمت إيران ميليشيا الحوثي لتحويل العاصمة صنعاء إلى منصة لنفوذها، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 377 ألف شخص منذ بداية الحرب وتشريد الملايين، بينما استمر توريد الأسلحة والمعدات من قبل طهران. أما في سوريا، فقد تسبب دعم إيران لنظام بشار الأسد في استمرار الحرب الأهلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص ودفع نحو 13 مليون شخص نحو الهجرة والنزوح. العراق بدوره شهد دعمًا إيرانيًا مستمرًا للميليشيات الطائفية، مما زاد من التوترات وأدى إلى خسائر بشرية هائلة تجاوزت مئات الآلاف، في حين أن التدخل الإيراني في لبنان عبر دعم حزب الله أدى إلى انهيار اقتصادي تجاوزت خسائره 100 مليار دولار؛ حيث قُيّد الاقتصاد اللبناني بسياسات هذا التنظيم المدعوم من طهران.

إيران وتغيّر الخطاب: من التهديدات إلى التوسل بالاستثمار

على الرغم من الخطابات النارية والشعارات الجهادية التي رفعها النظام الإيراني لعقود، يأتي التحول الكبير مؤخرًا في الخطاب الإيراني، حيث لجأ النظام علانية إلى محاولة تحسين صورته عبر تقديم عروض استثمارية ضخمة. كشفت تقارير حديثة عن عرض يقدمه النظام الإيراني إلى الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 4 تريليونات دولار، في محاولة لرفع العقوبات الاقتصادية الخانقة التي أضعفت بشدة الاقتصاد الإيراني. هذا التحوّل يعكس التخبط السياسي والاقتصادي للنظام، الذي سعى طويلاً لفرض أيدولوجيته الثورية، إلا أنه وجد نفسه في النهاية مضطراً للتفاوض بدافع الحاجة الاقتصادية والسياسية.

الدولة التكلفة
اليمن 377 ألف قتيل
سوريا 500 ألف قتيل؛ 13 مليون مشرد
العراق مئات آلاف الضحايا
لبنان أكثر من 100 مليار دولار خسائر

بات واضحًا أن إيران لم تكن ترغب يومًا في تحرير الشعوب أو دعم القضايا العادلة، بل استخدمت شعاراتها الثورية كستار لتحقيق أهداف تدميرية تخدم مشاريع توسعية. هذه السياسات لم تنتج سوى الخراب في المنطقة، ما يجعل من الضروري أن تتكاتف الدول العربية للتصدي لهذا النفوذ المزعزع للأمن القومي العربي.