«الشيباني» في بغداد: وزير الخارجية السوري يشارك في اجتماعات هامة لتعزيز التعاون

تحتضن العاصمة العراقية بغداد حدثًا سياسيًا هامًا يتمثل في انعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين التي تجمع الزعماء العرب لمتابعة قضايا ساخنة تخص العالم العربي، وقد وصل وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، إلى بغداد للمشاركة في هذا الحدث، إذ تعكس هذه الزيارة رغبة متزايدة نحو تعزيز العلاقات السورية العراقية، وهو أمر ذو أهمية كبيرة للوطن العربي في ظل التحديات الراهنة.

القمة العربية في بغداد وأهميتها

تعد القمة العربية الرابعة والثلاثين التي تستضيفها بغداد منعطفًا مهمًا في ظل الأزمات المتشابكة التي تعصف بالمنطقة. أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أهمية هذا الحدث لتنسيق المواقف العربية حول قضايا ملحة مثل القضية الفلسطينية، الأزمة السورية، واستقرار لبنان والسودان، لاسيما مع استمرار الصراعات الداخلية والتأثيرات الدولية في المنطقة. هذا التجمع العربي يمثل فرصة لتقييم المواقف الراهنة وبحث طرق تحسين التعاون العربي المشترك، كما يعد انعقادها في بغداد بادرة لدعم المصالحة الإقليمية بعدما مرت المنطقة بأزمات ممتدة تحتاج إلى حلول مستدامة وشاملة.

مشاركة سوريا في القمة وتطور التقارب

تأتي مشاركة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لأول مرة في القمة العربية منذ سنوات، بعد تقارب ملحوظ بين دمشق وبعض العواصم العربية، حيث يعكس هذا الحضور خطوة مستبشرة لإعادة دمج سوريا في الحضن العربي، خصوصًا بعد تخفيف العقوبات الاقتصادية عن دمشق. يمكن اعتبار هذه المشاركة مؤشرًا على عودة سوريا الفعلية إلى الحضور العربي على المستوى السياسي. أشار الرئيس العراقي إلى أهمية تعاون القيادة السورية مع بقية الدول العربية لضمان تحقيق الأمن والاستقرار، حيث كانت هناك مساعٍ ملموسة دبلوماسية لدعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة كجزء من تعزيز الروابط التاريخية والعربية المشتركة.

الأجندة المطروحة على طاولة القمة العربية

تتضمن أجندة القمة العربية مناقشة ملفات حساسة تمس المنطقة بأسرها. يتصدر ملف القضية الفلسطينية نقاشات القمة، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والتوغل الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما سيبحث القادة العرب مستقبل الاستقرار في سوريا مع معالجة ملفات إعادة الإعمار وعودة اللاجئين والمصالحات الوطنية، إلى جانب مستجدات الوضع في السودان وسبل إنهاء الأزمة فيه. يضاف إلى ذلك القضايا الاقتصادية التي تشمل تعزيز التكامل العربي عبر اتفاقيات تجارية مشتركة، والتركيز على الابتكارات في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا لمواجهة تحديات التنمية والتغير المناخي.

أخيرًا، تعد القمة العربية في بغداد فرصة فريدة لتعزيز الحضور العربي وطرح حلول شاملة للتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه الوطن العربي، ويبقى نجاحها مرهونًا بمدى التزام الدول بمخرجاتها وتنفيذ توصياتها من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا لشعوب المنطقة.