«استهداف الحوثي».. الانتقالي الجنوبي يحذر من تغييرات جذرية في خريطة التحالفات

تُعد التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن استهداف عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين تطورًا استراتيجيًا بارزًا في الصراع الدائر بالمنطقة، حيث أشار العميد خالد النسي، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن هذا التحرك يحمل دلالات مهمة ويعكس موقفًا دوليًا يمكن أن يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية، مما يفتح آفاقًا جديدة لإضعاف نشاط الجماعات المُصنفة على أنها إرهابية.

تصريحات النسي ودلالاتها على مستقبل الحوثيين

رحب العميد خالد النسي بالموقف الإسرائيلي، واصفًا إياه بالخطوة الإيجابية في الاتجاه الصحيح، معتبراً أن استهداف عبدالملك الحوثي يمثل بداية انهيار جماعة الحوثيين، وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر بشكل جذري على قيادات الجماعة وأتباعها، مما سيحفز على تفكك بنيانها الداخلي، ولفت إلى أن اغتيال قادة رئيسيين لجماعات شبيهة في دول أخرى، مثل حزب الله وحماس، أدى إلى إضعافها بشكل كبير؛ وهو ما قد يتكرر مع الحوثيين في اليمن.

أكد النسي أن لدى إسرائيل خبرات وقدرات استخباراتية عالية تُمكنها من الوصول إلى أهدافها حتى في البيئات الصعبة مثل المناطق الجبلية الوعرة في صعدة، المكان الذي يُعتقد أن الحوثي يختبئ فيه بصورة دورية، وذكر أمثلة على نجاحات إسرائيل السابقة، مثل استهداف قيادات بارزة في حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية داخل مواقع حصينة.

كيف يمكن لاستهداف الحوثي تغيير التحالفات الإقليمية؟

تُعد مشاركة إسرائيل بشكل صريح في معادلة التعامل مع جماعة الحوثيين تحركًا غير مسبوق قد يقود إلى تغييرات كبيرة في التوازنات الإقليمية، إذ أن هذا الموقف يعكس استعداداً دولياً للتدخل بشكل مباشر لتقييد نشاط الجماعات التي تهدد الاستقرار الإقليمي، ويبدو أن هذا التطور قد يدفع بعض الدول الإقليمية، التي كانت مترددة في موقفها من تدخلات دول كبرى، إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية والتحالفية.

وأشار النسي إلى أن التحركات الإسرائيلية تحمل رسالة واضحة للدول الداعمة للجماعة الحوثية، مثل إيران، بأن الأنشطة التخريبية لن تبقى دون رد، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط الدولية على الأطراف الممولة والمستفيدة من الصراعات القائمة في المنطقة.

انعكاسات تدخل إسرائيل على الصراع مع الحوثيين

إن مشاركة إسرائيل بشكل مباشر في سير العمليات المحتملة ضد الحوثيين قد يُسهم في تسريع إنهاء نفوذهم في بعض المناطق اليمنية، وقد يجذب الدعم الإقليمي والدولي لمزيد من العمليات المشتركة التي تهدف إلى حماية الأمن الإقليمي، كما أن الدول المجاورة لليمن قد تجد فرصة للاستفادة من هذا المسار لتعزيز استراتيجياتها الأمنية ضد التهديدات الحوثية وميليشيات مماثلة.