هل الواي فاي يضر النوم؟ أطباء يكشفون الحقيقة حول التأثير الصحي

يُثار جدل كبير حول تأثيرات إشارات «الواي فاي» على صحة الإنسان، خاصة أثناء النوم، حيث يُرجح أن يكون لهذه الإشارات دور في مشاكل النوم أو الصحة العامة، وقد أثارت آراء الخبراء جدلاً حول ضرورة إيقاف جهاز الراوتر ليلاً وما إذا كان ذلك يؤثر فعلًا على جودة النوم أو الصحة بشكل مباشر أو غير مباشر، فما هي الحقيقة العلمية وراء هذه الادعاءات؟

تأثير إشارات الواي فاي على الصحة

تُعد إشارات الواي فاي أو الراوتر جزءًا من الإشعاعات غير المؤينة، وهذه الإشعاعات لا تحمل تأثيرات خطيرة وفقًا للمعايير العلمية الدولية، حيث تعمل أجهزة الراوتر عادة على بث موجات راديوية منخفضة القوة بترددات 2.4 جيجاهرتز أو 5 جيجاهرتز، مما يجعل فرص تسببها في أضرار صحية محدودة للغاية، وأكد الخبراء أن هذه الموجات ليست مدمرة للخلايا مثل الأشعة السينية أو الأشعة النووية، لكنها قد تتسبب، وفق بعض الأبحاث المحدودة، في أعراض طفيفة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الكهرومغناطيسية.

هل إيقاف الراوتر ليلاً يحسن جودة النوم؟

وفقًا للدكتور “هيران ريدي”، استشاري الطب الباطني، فإن إيقاف جهاز الراوتر ليلاً لن يكون له تأثير مباشر على جودة النوم بالنسبة لمعظم الأشخاص، إلا أن هناك فئة صغيرة ممن يعتبرون أنفسهم حساسين تجاه الإشعاعات الكهرومغناطيسية قد يجدون فرقًا بسيطًا في تقليل أعراض مثل الصداع أو الأرق، وأشار الدكتور إلى أهمية التركيز على عوامل أخرى تؤثر على النوم، مثل الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية الذي يمتلك تأثيرًا قويًا على تقليل مستويات هرمون الميلاتونين المنظم لدورة النوم الطبيعية.

الضوء الأزرق والأجهزة الإلكترونية مقابل إشارات الواي فاي

من بين العوامل الأكثر تأثيرًا على جودة النوم تأتي الشاشات الرقمية والضوء الأزرق الذي تصدره الأجهزة، حيث يعمل هذا الضوء على تعطيل إفراز الميلاتونين، ما يؤدي إلى اضطرابات مزمنة في النوم، وأشار الخبراء إلى أن الضوء الأزرق المدعوم من الهواتف الذكية والتابلتات، وليس إشارات الراوتر، هو المسؤول الأكبر عن ضعف جودة النوم، ولذلك يُفضل تقليل استخدام هذه الأجهزة في ساعات المساء، خاصة قبل وقت النوم بساعة إلى ساعتين لتجنب التأثير السلبي.

فيما يلي مقارنة للعوامل المؤثرة على جودة النوم:

في النهاية، لا تُظهر الأبحاث العلمية أدلة قوية تثبت أن إيقاف جهاز الراوتر ليلاً سيؤدي لتحسين الصحة بشكل ملحوظ، لكن يمكن اعتماد خطوات وقائية أخرى مثل تقليل وقت التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم أو خفض مستويات الضوء الأزرق، ما يسهم في التمتع بنوم صحي ومتوازن دون الحاجة لقلق مبالغ فيه بشأن إشارات الواي فاي.