«نافذة سينمائية».. منصة “واترملون بلس” تسلط الضوء على إبداع الفلسطينيين

«نافذة سينمائية».. منصة “واترملون بلس” تسلط الضوء على إبداع الفلسطينيين
«نافذة سينمائية».. منصة "واترملون بلس" تسلط الضوء على إبداع الفلسطينيين

تعد منصة “واترملون بلس” مبادرة فريدة تهدف إلى تعزيز الهوية السينمائية الفلسطينية عالمياً، حيث تقدم أفلاماً فلسطينية تعبّر عن تجارب ومعاناة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والنزاعات المستمرة، وقد أُعلن عن إطلاق هذه المنصة خلال مهرجان كان السينمائي العالمي، مما يعكس الرغبة في إيصال صوت الفلسطينيين للعالم، وتضم المنصة أكثر من 60 فيلماً، بعضها حاصل على جوائز دولية ومشارِك في أهم المهرجانات العالمية.

منصة واترملون بلس وأهمية السينما الفلسطينية

تعتبر منصة واترملون بلس بوابة فنية تُظهر للعالم التجارب المتنوعة للشعب الفلسطيني، وقد أكد المؤسسان بديع وحمزة علي أن المنصة تسعى لتحدي الروايات السائدة التي تصور الفلسطينيين في إطار الضحية دون مراعاة إنسانيتهم أو عمق تجاربهم، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تُواجه الأعمال الفلسطينية عقبات سياسية وثقافية تُقيِّد انتشارها، المنصة تهدف إلى إظهار مقومات وملامح الشعب الفلسطيني بعيداً عن القوالب النمطية، وتسعى للتأكيد على أصالتهم وهويتهم الوطنية من خلال السينما، وهو ما يُعد تحدياً كبيراً في وجه التحيز الإعلامي والسياسي.

دور السينما الفلسطينية في توثيق النضال

لعبت السينما الفلسطينية دوراً كبيراً في تسجيل أحداث النضال وتاريخ القضية الفلسطينية عبر عقود طويلة، فقد انعكست الأحداث السياسية، مثل الانتفاضتين الأولى والثانية، داخل مضامين الأفلام التي أصبحت شاهداً على المعاناة المستمرة، تطورت السينما من كونها وسيلة لتوثيق الواقع إلى شكل من أشكال المقاومة الناعمة والتأكيد على الوعي الثقافي الفلسطيني، مثالاً على ذلك فيلم “عرس الجليل” الذي مثّل صورة حية للانتفاضة الأولى، وفيلم “عمر” الذي أظهر معاناة الشباب الفلسطيني، هذه الأفلام تعتبر سجلاً حياً للذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني، وهي دليل على صمود المجتمع أمام التغيرات السياسية والاجتماعية.

أفلام فلسطينية بارزة في منصة واترملون بلس

تضم منصة “واترملون بلس” قائمة مميزة من الأفلام التي تحكي تجارب الفلسطينيين داخل الوطن وخارجه، مثل فيلم “المطلوبون الـ18” الذي يروي قصة واقعية تمثل روح المقاومة الفلسطينية، وأيضاً فيلم “خمس كاميرات محطمة” الذي يعرض النضال الشعبي ضد الاحتلال عبر توثيق واقعي، كما تقدم المنصة العمل المميز “من المسافة صفر”، الذي ترشح لجوائز عالمية ويمثل فلسطين بجوائز الأوسكار لعام 2025، هذه الأفلام وأخرى مثل “يدٌ حديدية” و”وقت الحذاء الكبير” تمثل روايات مصورة حية لتعقيدات الحياة داخل حدود الاحتلال والحصار، ما يجعل هذه الأفلام رموزاً ثقافية تخاطب الإنسانية في كل مكان.

ختاماً، تشكل منصة واترملون بلس خطوة فارقة لدعم السينما الفلسطينية ومساعدتها على إيصال صوت الشعب الفلسطيني بالرغم من التحديات السياسية والثقافية، إنها نافذة مفتوحة تتيح للمخرجين الفلسطينيين إبراز مواهبهم ونقل رسائلهم السامية عبر الفن، مما يساعد في بناء صورة أكثر تكاملاً عن حياة الفلسطينيين اليومية، والتأكيد على الكفاح المستمر لنيل حقوقهم الإنسانية.