«مجزرة مروعة» في بيت لاهيا.. الاحتلال يجبر مئات العائلات على النزوح الجماعي

في اليوم الستين لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت منطقة شمال القطاع مجزرة مأساوية في بيت لاهيا ومخيم جباليا، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي الأحياء السكنية بشكل عشوائي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًا خلال 36 ساعة فقط، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية. هذه المجازر تعد من أسوأ الفظائع التي سجلت خلال الصراع المستمر، حيث وصفت الليلة الماضية من قبل مصادر طبية بأنها الأكثر دموية منذ بداية القصف على القطاع بأكمله.

مجزرة بيت لاهيا تتسبب في نزوح قسري شمال قطاع غزة

القصف الإسرائيلي المكثف دفع بمئات العائلات في بيت لاهيا ومخيم جباليا إلى النزوح القسري تحت وطأة الغارات التي لم تترك مأوى آمناً لهم، حيث التقطت عدسات الإعلام مشاهد مأساوية للأهالي وهم يسيرون وسط الركام مع أطفالهم بحثًا عن أماكن أقل تعرضًا للخطر. هذه الموجة الجديدة من النزوح تمثل كارثة إنسانية متجددة في القطاع المحاصر، حيث بات العثور على مكان آمن للاجئين تحدياً لا يقل صعوبة عن النجاة من القصف المستمر. نقص الموارد الأساسية وانعدام مقومات الحياة الكريمة يفاقمان معاناة آلاف الأسر المشردة.

استهداف المدنيين في بيت لاهيا

الهجمات العنيفة التي شنتها قوات الاحتلال على بيت لاهيا لم تفرق بين طفل وامرأة أو بين منزل ومدرسة، حيث بلغت ذروتها في الليلة الماضية التي استشهد فيها 75 شخصًا على الأقل في قصف عشوائي طال الأحياء المكتظة بالسكان. النساء والأطفال كانوا الضحية الأكبر لهذه المجازر، حيث أبلغت تقارير حقوقية أن الهجمات يبدو أنها تأتي ضمن سياسة ممنهجة لترويع المواطنين ودفعهم إلى النزوح القسري. المجتمع الدولي يصف هذه الأعمال بأنها انتهاك خطير للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين من دون تمييز، خاصة في النزاعات المسلحة.

بيت لاهيا بين الدمار والتجاهل الدولي

منطقة بيت لاهيا تحولت بفعل الغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى مساحات واسعة من الركام والجثث، حيث دمرت عشرات المباني وحُوّلت المخيمات التي كانت تؤوي النازحين إلى أطلال متفحمة. فرق الإسعاف والدفاع المدني تعمل في ظل نقص حاد في المعدات الطبية والإغاثية، مما يزيد من صعوبة عملية إنقاذ المصابين أو انتشال الجثث من تحت الأنقاض. هذه المأساة الإنسانية تبرز التجاهل الدولي الواضح لمعاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن الإهمال العالمي وازدواجية المعايير.

في ظل هذه الظروف الرهيبة، تدعو المنظمات الحقوقية والإغاثية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني المتضرر ووقف الاعتداءات المتواصلة على قطاع غزة، إذ يُعتبر إنقاذ الأرواح وحماية حقوق الأطفال والنساء أولوية إنسانية وضرورة لا تقبل التأجيل أو التسويف.