
شهدت أسعار الذهب تراجعات ملحوظة في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، حيث جاءت هذه الانخفاضات متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي واضطرابات الأوضاع الاقتصادية العالمية. ويُرجع الخبراء هذه الحركة في الأسعار إلى مجموعة من العوامل العالمية مثل التوترات الجيوسياسية وتحركات السياسات النقدية والبنوك المركزية، مع تأثير خاص لاتفاقيات الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
تراجع أسعار الذهب اليوم في السوق المحلية
أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات، أن سعر الذهب محليًا قد شهد انخفاضًا قدره 10 جنيهات لكل جرام مقارنة بأسعار الأمس. وسجل الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق، مستوى 4530 جنيهًا. في حين سجل الجنيه الذهب 36240 جنيهًا، بينما وصلت أسعار الذهب عيار 24 و18 إلى 5177 و3883 جنيهًا على التوالي. من ناحية أخرى، أنهت الأوقية تعاملاتها العالمية عند مستوى 3204 دولارات، لتسجل خسارة أسبوعية وصلت إلى 37 دولارًا.
هوت أسعار الذهب عالميًا هذا الأسبوع، بسبب التأثير الكبير لهدنة الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تحويل رأس المال إلى اتجاهات أخرى كالأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم. ومع ذلك، على الرغم من هذه الخسائر الملحوظة، يجد السوق نفسه متماسكًا نسبيًا بفضل التقلبات السياسية والاقتصادية في العديد من الدول.
تحليل أسباب انخفاض أسعار الذهب
تعد التحولات الجيوسياسية من العوامل المؤثرة بقوة على أسعار الذهب. فقد ساهمت هدنة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى اتفاقات التهدئة الأخيرة بين دول مثل باكستان والهند، في تقليل الاعتماد على الملاذات الآمنة مثل الذهب. إلى جانب ذلك، أشار تقرير صادر عن وكالة موديز للتصنيف الائتماني إلى خفض التصنيف الائتماني لأمريكا بسبب زيادة تكاليف الفائدة ونمو الدين الوطني، مما أثر بدوره على السوق العالمية.
أوضحت موديز أن الدين الحكومي الأمريكي ومدفوعات الفائدة تجاوزت الحدود المقبولة، مما وضع اقتصاد أمريكا تحت ضغط متزايد. ومع ذلك، خففت الأسواق من التخوفات الناشئة بفعل هذه الأحداث مع تأكيد الوكالة على النظرة المستقبلية المستقرة.
تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على أسعار الذهب
تراجعت ثقة المستهلكين في الاقتصاد الأمريكي وفقًا لجامعة ميشيغان، ووصلت إلى أدنى مستوى منذ منتصف 2022، مما أثر على أداء الذهب مع ترقب المستثمرين قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. في الوقت نفسه، أشارت توقعات التضخم على المدى القريب إلى ارتفاعات إضافية؛ حيث قفزت من 6.5% إلى 7.3%، بينما شهدت أسعار الواردات زيادة طفيفة بنسبة 0.1% على أساس شهري. كما تباطأت مبيعات التجزئة في الأشهر الأخيرة، ما يعكس أداء اقتصادي متذبذب يؤثر بدوره على الأسواق الاستثمارية بشكل عام.
بشكل عام، ستظل الأسواق ترقب تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي المقبلة، والتي قد تحدد ملامح الفترات القادمة بالنسبة لحركة أسعار الذهب. إلى جانب المؤشرات الاقتصادية القادمة، ستتأثر أسعار الذهب العالمية والمحلية بالعوامل الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية الرئيسية.