«عدالة انتقالية» و«المفقودين».. سوريا تعلن تشكيل هيئات مستقلة جديدة

أعلنت الرئاسة السورية تشكيل هيئتين مستقلتين، الأولى هيئة للعدالة الانتقالية تهدف إلى كشف الحقيقة حول الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق ومحاسبة المتسببين، والثانية هيئة وطنية مستقلة معنية بمصير المفقودين والمختفين قسريًا في سوريا، وجاء هذا الإعلان لتحقيق المصالحة الوطنية وترسيخ دولة القانون وضمان حقوق الضحايا، وفق ما أوضح البيان الصادر عن الرئاسة السورية.

هيئة مستقلة للعدالة الانتقالية

أوضحت الرئاسة أن “الهيئة المستقلة للعدالة الانتقالية” تعد خطوة أساسية في مسار بناء دولة القانون بسوريا، حيث تهدف إلى كشف الانتهاكات الخطيرة ومحاكمة المسؤولين عنها، وذلك من خلال دعم القوانين التي تضمن عدم تكرار تلك الجرائم مستقبلًا، وتسعى الهيئة لترسيخ المصالحة الوطنية على أسس قوية، وهو ما اعتبرته الرئاسة “ضرورة حتمية لتحقيق العدالة”.

وسيتولى عبد الباسط عبد اللطيف رئاسة هذه الهيئة بموجب القرار، حيث سيعمل على تشكيل فريق متخصص من الخبراء ووضع نظام داخلي شامل لمهمة الهيئة خلال فترة أقصاها شهر واحد، ومن الجدير بالذكر أن الهيئة ستتمتع باستقلالية مالية وإدارية تتيح لها التحرك الفعال في المناطق السورية كافة. هذا الأمر يجعلها قادرة بشكل كبير على العمل بحرية لمعالجة القضايا المتعلقة بالضحايا وإيجاد حلول تضمن إنصاف الأسر المتضررة.

إنشاء هيئة وطنية للكشف عن المفقودين

أعلنت الرئاسة السورية كذلك عن تشكيل هيئة وطنية مستقلة هدفها الكشف عن مصير آلاف المفقودين والمختفين قسرًا في البلاد، وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة شاملة لمعالجة التبعات الإنسانية التي نجمت عن سنوات طويلة من النزاع وغياب الاستقرار، وستتولى هذه الهيئة مهمة توثيق جميع الحالات المرتبطة بالمفقودين، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات مركزية لتوثيق المعلومات وتقديم الدعم القانوني والإنساني للأسر المتضررة.

وسيتولى محمد رضى جلخي قيادة هذه الهيئة ويناط به تشكيل فريق العمل وتهيئة النظام الداخلي، مع الالتزام بمدة زمنية لا تزيد عن ثلاثين يومًا، وأكدت الرئاسة أهمية دور هذه الهيئة في معالجة واحدة من أكثر ملفات الأزمة السورية تعقيدًا وحساسية، حيث تتمثل مهمتها في ضمان العدالة والإنصاف للمفقودين وعائلاتهم.

أصداء دولية إيجابية حول الهيئتين

لقيت القرارات التي أعلنتها الرئاسة السورية أصداء إيجابية على الصعيد الدولي، حيث رحبت المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين السوريين بإنشاء الهيئة الوطنية الجديدة للمفقودين، وأشادت رئيسة المؤسسة كارلا كوينتا بهذه الخطوة المهمة عبر منشور لها على منصة “إكس”، حيث عبرت عن تطلعها للتعاون الوثيق مع الهيئة السورية لضمان معالجة القضايا المعلقة المتعلقة بالمفقودين والمختفين.

وكانت الأمم المتحدة قد أسست المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين السوريين عام 2023 بغرض تسليط الضوء على قضية المفقودين، وأكدت أن ولايتها تشمل جميع الأشخاص المختفين بغض النظر عن جنسياتهم أو توجهاتهم السياسية، مما يجعل التنسيق مع الهيئة المحلية خطوة ضرورية لإحراز تقدم فعلي في هذا الملف الإنساني المعقد.