«نهاية مأساوية».. في مثل هذا اليوم إعدام إيلي كوهين أخطر جاسوس إسرائيلي

في عام 2019، عادت قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين لتثير اهتمام الجمهور بفضل مسلسل “The Spy” الذي عرض على منصة نتفليكس، والذي تناول حياة هذا الجاسوس الشهير الذي نجح في اختراق الدولة السورية خلال ستينيات القرن الماضي، ليتحول إلى رمز شهير في عالم التجسس، وعلى الرغم من انتهاء حياته بإعدامه، إلا أن قصته ما زالت تثير الجدل حتى اليوم.

من هو إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي؟

وُلد إيلي كوهين في عام 1924 في مدينة الإسكندرية بمصر لعائلة يهودية، وكان يحمل الجنسية المصرية قبل أن يهاجر إلى إسرائيل في عام 1955، حيث تم اختياره لاحقًا للانضمام إلى الموساد بفضل قدراته الاستثنائية، إذ كان يمتلك كاريزما رائعة وإلمامًا بعدة لغات مما أهله للعمل في واحدة من أصعب المهام الاستخباراتية التي كلف بها، وهي التجسس داخل سوريا تحت هوية “كامل أمين ثابت”، وهو اسم وهمي استخدمه لتجنب كشف أمره

انطلقت مهمته من الأرجنتين، حيث أقام لمدة عام نسج خلالها علاقات مع الجالية السورية والدبلوماسيين العرب، ومن خلال ذلك تمكن من التسلل إلى سوريا في أوائل الستينيات بطريقة ذكية، وسرعان ما أظهر مهارات تجعله قريبًا من الشخصيات البارزة في الجيش السوري، مقدمًا نفسه كرجل أعمال وطني يسعى لخدمة بلاده.

كيف كشف أمر إيلي كوهين الجاسوس في سوريا؟

اكتُشفت هويته الحقيقية بعد أن نجحت المخابرات السورية في رصد إشارات بث لاسلكية مشفرة تنطلق بانتظام من منزله في دمشق، وتقول الروايات إن توقف تلك الإشارات بعد التحقيق أدى إلى عملية مداهمة لمنزله، حيث تم القبض عليه متلبسًا وهو يرسل رسائل مشفرة لإسرائيل، كما ذكرت مصادر أخرى أن معلومات عن كوهين وصلت للمخابرات السورية من طرف المخابرات المصرية عن طريق رأفت الهجان.

بعد القبض عليه، أُخضع كوهين للتحقيق الذي كشف عن حجم الكارثة التي كان يسببها للصراع العربي الإسرائيلي، إذ نجح في تسريب معلومات حساسة وخطط عسكرية بالغة الأهمية إلى إسرائيل، وتسببت هذه التسريبات في أضرار كبيرة على الجانب السوري، مما جعل أسره يشكل صفعة قوية للموساد الإسرائيلي

محاكمة إيلي كوهين وإعدامه في ساحة المرجة

تمت محاكمة كوهين عسكريًا في دمشق وصدر بحقه حكم الإعدام، قبل تنفيذ الحكم صباح يوم 18 مايو 1965 في ساحة المرجة وسط العاصمة، حيث تم إعدامه بحضور جمعٍ حاشد في مشهد مؤثر، وقد حاولت إسرائيل عدة مرات استرجاع رفاته دون جدوى حتى يومنا هذا، إذ لا يزال هذا الملف عالقًا بين الطرفين.

لا يخفى أن مسلسل “The Spy” الذي سلط الضوء على هذه القصة أسهم في نشر معلومات جديدة عن إيلي كوهين، وفتح نقاشات موسعة حول أخلاقيات وأبعاد العمل الاستخباراتي في ظل الصراعات الدولية.