نيسان تخطط لإغلاق مصانع في اليابان وخارجها لخفض التكاليف التشغيلية

تدرس شركة نيسان موتور اليابانية اتخاذ خطوات حاسمة لإعادة الهيكلة المالية والإدارية، حيث تخطط لخفض عدد مصانع الإنتاج على المستوى المحلي والعالمي ضمن مساعيها لخفض النفقات وتعزيز الربحية. تأتي هذه الخطوات في ظل تراجع مبيعات الشركة بنسبة كبيرة، وهو ما دفع الإدارة الجديدة للنظر في تقليص العمليات التشغيلية والتخلي عن بعض الأسواق غير المربحة بالتركيز على الجودة والكفاءة.

نيسان وإغلاق مصانعها في اليابان

تعد اليابان ساحة رئيسية لخطة نيسان لإغلاق المصانع، حيث تشمل هذه الخطة مصنع “أوبيما” التاريخي الذي يعتبر واحداً من أقدم مصانع الشركة، بالإضافة إلى مصنع شونان التابع لشركة نيسان شاتاي. المصنعان يتمتعان بطاقة إنتاجية كبيرة، إذ يوفر مصنع أوبيما إنتاج سنوي يقرب من 240 ألف مركبة ويشغل الآلاف من الموظفين. ورغم ما يمثله مصنع أوبيما من إرث صناعي منذ إنشائه في عام 1961، فإن الشركة ترى أنها قادرة على تلبية الطلب المحلي والعالمي من خلال ثلاثة مصانع رئيسية، أبرزها مصنع كيوشو الذي يركز على التصدير وصناعة السيارات ذات الجودة العالية.

تهدف الشركة من خلال تقليص عدد المصانع المحلية إلى تحسين الاستفادة القصوى من الموارد وتوجيه التركيز نحو تطوير المركبات الكهربائية بجودة تناسب المنافسة الدولية. وقد دفع التقدم التكنولوجي في صناعة السيارات الكهربائية إلى ضرورة تطوير خطط الإنتاج التقليدية لخفض تكلفة التشغيل وزيادة الأرباح؛ وهو نهج يتماشى مع احتياجات المستقبل.

إغلاق مصانع نيسان العالمية

على الصعيد الدولي، تستهدف نيسان خفض منشآتها الإنتاجية في أسواق مثل الهند، المكسيك، جنوب أفريقيا، والأرجنتين. وتأتي هذه الخطوة في إطار إعادة ترتيب أولوياتها والتركيز على الأسواق ذات الربحية العالية مثل الولايات المتحدة وأوروبا. على سبيل المثال، قامت الشركة بالفعل بنقل إنتاج شاحنات “نافارا” و”فرونتير” إلى مصنع سيفاك بالمكسيك، مما يعكس التزامها بتعزيز الكفاءة وتحقيق الاستدامة الإنتاجية.

في السوق الهندية، قررت نيسان التعاون مع شركة رينو الفرنسية والتخارج التدريجي من المشاريع المشتركة، ما يُحتمل أن يؤدي إلى إنهاء تواجدها الإنتاجي هناك. أما في جنوب إفريقيا، فقد أعلنت الشركة عزمها إنهاء العمليات كاملة، وذلك لعدم قدرتها على مواجهة تكاليف الإنتاج المرتفعة والمنافسة في سوق محدود نسبياً.

الإدارة الجديدة وتوجهات المستقبل

رغم بيان نيسان الرسمي الذي ينفي خطط الإغلاق، إلا أن التوجهات الإدارية الجديدة تحت قيادة الرئيس التنفيذي، إيفان إسبينوزا، تشير بوضوح إلى نية الشركة تغيير استراتيجيتها نحو تقليل النفقات والتركيز على الأسواق المربحة. بلغت مبيعات الشركة في السنة المالية 2024 حوالي 3.3 مليون وحدة فقط، مقارنة بذروة مبيعاتها في 2017، ويعزو المحللون التراجع إلى تغير سلوك المستهلكين والضغوط الاقتصادية العالمية.

تواجه نيسان تحديات كبيرة على صعيد العمالة المتضررة في المواقع التي ستغلق قريباً، ويدور النقاش حول تقديم الدعم والتعويضات للموظفين المتأثرين لتجنب التداعيات الاجتماعية والاقتصادية. مع التغير المستمر في استراتيجية الشركة، ستبقى الأنظار موجهة نحو قراراتها المستقبلية هل ستحدث قطيعة كاملة مع النهج القديم أم ستجمع بين الابتكار والواقعية لتحقيق النمو المستدام.