«إنجازات مرتفعة»: مصر تتصدر مؤشر التنمية البشرية وتتجاوز دول متوسطة الدخل

تشهد مصر تطورًا ملحوظًا في مؤشرات التنمية البشرية وفقًا لتقرير حديث أصدرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، حيث أشار التقرير إلى تصنيف مصر ضمن فئة “الإنجازات المرتفعة” بفضل تقدمها في العديد من الجوانب التنموية مثل الصحة والتعليم والدخل القومي، مما يجعلها تتفوق على العديد من الدول متوسطة الدخل حول العالم.

أداء مصر في دليل التنمية البشرية

يعد دليل التنمية البشرية من أهم المؤشرات التي تقوم بقياس مدى تقدم البلدان في مجالات الصحة والتعليم ومستوى المعيشة، وفقًا لرئيس فريق الفقر والتنمية البشرية في الإسكوا، الدكتور خالد أبوإسماعيل، فإن مصر أظهرت أداءً فائقًا على مدار العقدين الماضيين، حيث انتقلت تدريجيًا من مستوى إنجازات متوسطة إلى مستوى إنجازات مرتفعة، ويرجع الفضل إلى جهود الحكومة في تعزيز الأمن الغذائي، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير البنية التحتية في مختلف القطاعات.

التأثير الإيجابي للاستدامة البيئية على التنمية

تشمل محاور دليل التنمية البشرية عنصر الاستدامة البيئية، الذي يعكس مدى اهتمام الدول بتغير المناخ، كفاءة الطاقة، الأمن المائي والغذائي، والصحة البيئية، جاءت مصر في مرتبة متقدمة ضمن هذه المجالات بفضل تطبيق استراتيجيات متعددة تهدف إلى تحسين كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية، ومن بين هذه الاستراتيجيات تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة وتطوير إدارة المياه بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، مما يعزز من مكانتها ضمن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الحوكمة الديمقراطية ودورها في التنمية

يتطرق التقرير كذلك إلى محور الحوكمة، الذي يقيس مدى فاعلية الحكومات في تقديم الخدمات وتحقيق الاستقرار السياسي، أشار التقرير إلى أن مصر قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في تعزيز الحوكمة الديمقراطية، من خلال تطبيق سياسات فعالة تراعي الشفافية والمشاركة المجتمعية، وقد أثمرت هذه الجهود عن زيادة ثقة المجتمع الدولي في الاقتصاد المصري، وكذلك تحسين بيئة العمل والاستثمار.

ومن الجدير بالذكر أن جهود مصر التنموية ليست مقتصرة على المناطق الحضرية فقط، بل تشمل الريف والقرى والمناطق النائية، حيث تعمل الحكومة على مد شبكة خدماتها هناك، الأمر الذي يُظهر الالتزام الحقيقي بتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.

في الختام، تستمر مصر في إحراز مزيد من التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية البشرية الشاملة، وما زالت جهودها في مجالات الصحة والتعليم والطاقة مهدت الطريق لتحقيق المزيد من الإنجازات المستقبلية، وهو ما يعكس تصميمها على تخطي التحديات وتحقيق التنمية المستدامة لجميع مواطنيها.