«الأزهر للفتوى» يحسم الجدل: هل تجزئ الأضحية عن أهل البيت جميعًا؟

«الأزهر للفتوى» يحسم الجدل: هل تجزئ الأضحية عن أهل البيت جميعًا؟
«الأزهر للفتوى» يحسم الجدل: هل تجزئ الأضحية عن أهل البيت جميعًا؟

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تكثر التساؤلات حول أحكام الأضاحي وشروطها، ومن أبرز الأسئلة التي تُطرح في هذا السياق: “هل تجزئ الأضحية عن أهل البيت جميعًا؟” تعد الأضحية من شعائر الإسلام المهمة التي تُظهر قيمة البذل والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولها أحكام دقيقة يجب أن يعرفها المسلمون لضمان تحقيق الغاية المرجوة منها.

هل تجزئ الأضحية عن أهل البيت جميعًا؟

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الأضحية الواحدة، سواء كانت شاةً أو ماعزًا، تكفي عن صاحبها وأهل بيته جميعًا، مهما كان عددهم، وذلك استنادًا إلى ما ورد عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه حيث قال: «كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون منها ويُطعِمون»؛ وهذا دليل شرعي واضح على جواز تشريك أهل البيت جميعًا في ثواب الأضحية، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه قد ضحى عن كل فقير غير قادر من أمته؛ مما يؤكد أن الأضحية تجمع بين العبادة والتضامن الاجتماعي، فتغطي حاجة المسلمين وتُدخل السرور على قلوبهم.

شروط صحة الأضحية 2025

لتكون الأضحية مقبولة شرعًا، هناك مجموعة من الشروط التي يجب الالتزام بها وهي كالتالي:

  • أن تبلغ الأضحية العمر المحدد شرعًا؛ فالضأن يجب أن يبلغ ستة أشهر، والمعز عامًا، والبقر عامين، والإبل خمس سنوات.
  • أن تكون خالية من العيوب البينّة، مثل العور البين أو المرض الواضح أو العرج الشديد، وذلك وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أربع لا تجزئ في الأضاحي…».
  • أن تُذبح في وقتها الشرعي، أي بعد صلاة العيد وحتى مغيب شمس آخر أيام التشريق.
  • عدم بيع الأضحية أو التصرّف فيها بمجرد تعيينها، إلا إذا كانت لضرورة واستبدالها بخير منها، وإن ولدت، فإنه يُضحى بولدها مع الأم.

يجب الالتزام بهذه الشروط لضمان قبول الأضحية وتحقيق مقصدها الشرعي، فهي ليست مجرد شعيرة دينية بل وسيلة لتوحيد القلوب وتوثيق أواصر المحبة بين المسلمين.

الحكمة من تشريك أهل البيت في الأضحية

تشريك الأضحية هو جوهر تعزيز الترابط الأسري، حيث إنه يجمع أهل البيت على عبادة واحدة، كما يُظهر فضل الله ورحمته؛ إذ إنه يسهل على المسلمين أداء هذه الشعيرة دون أعباء مالية زائدة، إضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين فضحَّى عن من لم يستطع تقديم أضحية من أمته، مما يعكس روح المواساة الاجتماعية التي يدعو لها الإسلام، وهذا يبين أن المساواة بين الأغنياء والفقراء إحدى المباديء الجوهرية لشعيرة الأضاحي.

العنوان القيمة
الأضحية الواحدة تكفي عن أهل البيت جميعًا
السن المطلوب ستة أشهر للضأن، عام للماعز، عامين للبقر
وقت الذبح من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق

إن الالتزام بشروط الأضحية وتعاليمها الشرعية يحقق المقاصد التي شرعها الإسلام من تخفيف العبء على المضحين وإدخال الفرح على الأسر المحتاجة، حيث تمنح الشعيرة فرصة لنشر الرحمة وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية في المجتمع المسلم.