آبل تواصل جني المليارات من فكرة قديمة رغم ظهور تحديات جديدة

يعتبر متجر التطبيقات “App Store” أحد أهم الأركان التي ساهمت في بناء اقتصاد التطبيقات الحديث، حيث شكّل انطلاقه عام 2008 منصة تفاعلية أتاحت للمطورين فرصة إنشاء تطبيقات مبتكرة وبيعها مباشرة لمستخدمي أجهزة آيفون، مع نظام أرباح يضمن للمطور الحصول على 70% من الإيرادات، بينما تتولى آبل تقديم البنية التحتية اللازمة، مما جعل هذا النموذج الأساس الذي قامت عليه إمبراطورية تطبيقات رقمية بمليارات الدولارات.

تأثير متجر التطبيقات على شركات التكنولوجيا الكبرى

تحوّل متجر التطبيقات من مجرد مساحة صغيرة لدعم المطورين المستقلين إلى منصّة تعزز نمو الشركات الكبرى، إذ شهد العالم ظهور شركات كبرى مثل Uber وSpotify وSnap بفضل الدعم الذي قدمته بيئة iOS للمبرمجين، حيث قدم المتجر بيئة متكاملة تتسم بالقوة وسهولة الوصول إلى المستخدمين عالمياً، هذه المنظومة ساهمت في إطلاق أعمال بمليارات الدولارات، ما جعل متجر آبل عاملاً رئيسياً في تشكيل مستقبل التكنولوجيا الرقمية.

تغير استراتيجيات الربح في متجر التطبيقات

مع التطور الكبير في أنماط استهلاك المستخدمين، تحولت استراتيجيات الربح في متجر التطبيقات بشكل جذري؛ إذ بلغت الإيرادات الناتجة عن عمليات الشراء داخل التطبيقات “In-App Purchases” حوالي 99% من الدخل الكلي للمتجر، وهذا يشمل الاشتراكات والخدمات الرقمية وعمليات الشراء من داخل الألعاب، يجعل هذا النظام مستخدمي آبل يستفيدون من سهولة الدفع والتكامل التام بين أجهزة الشركة من دون الحاجة لإدخال معلومات الدفع في كل مرة، مما يعزز انخراطهم في منظومة آبل الاقتصادية بشكل أعمق.

رسوم آبل تحت المجهر

تفرض آبل رسوماً تصل إلى 30% على المطورين الكبار و15% على الصغار مقابل خدماتها التي تشمل إدارة المدفوعات، دعم العملاء، الحماية من الاحتيال، والتكامل بين الأجهزة، ومع ذلك؛ أصبحت هذه الرسوم مثار جدل بين المطورين الذين يرونها مبالغاً بها، خاصة عند مقارنتها برسوم منصات أخرى مثل Stripe التي تبلغ 3% فقط، دفاع آبل بأن عائدات الرسوم تُغطي خدمات إضافية قدّم حججًا منطقية، لكن المطورين يطالبون بخفضها لتشجيع الابتكار ودعم المطورين المستقلين.

على الرغم من الانتقادات، يظل متجر التطبيقات جزءاً لا يتجزأ من نجاح شركة آبل، كونه يساهم في تحقيق أرباح ضخمة وإبقاء المستخدمين في نظامها المغلق، ومع قيمة سوقية ضخمة تصل إلى 3 تريليونات دولار، يبقى المتجر ركيزة أساسية في الإمبراطورية التكنولوجية لآبل، ويتوقع أن يشهد المزيد من التطورات المستقبلية في ظل التحديات التنظيمية العالمية والمطالب المتزايدة بتعديل سياسات العمولة.