«اتهام خطير» النيابة الحوثية بصنعاء تُحمل الصحفي المياحي مسؤولية التحريض

يمر الصحفي اليمني محمد المياحي بأشد مراحل التحدي في حياته المهنية، حيث تجري جلسات محاكمته في المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بعد اتهامات تزعم تأثير منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي سلبًا على كافة أزمات اليمن الاقتصادية والبيئية والسياسية، مما أثار استغرابًا واسعًا واحتجاجات حقوقية كبيرة من منظمات محلية ودولية.

اتهامات النيابة العامة الحوثية للصحفي محمد المياحي

تتهم النيابة العامة الخاضعة لمليشيات الحوثي في صنعاء الصحفي محمد المياحي بالتسبب في أزمات طالت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحتى البيئية في اليمن، مستندة إلى منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي كأدلة مزعومة، إلا أن فريق الدفاع كشف أن هذه الاتهامات مشوبة بالمبالغات وضعف التأصيل القانوني، حيث تم الربط بين تصريحات المياحي وقضايا وطنية كبرى دون وجود أدلة موثوقة تدعم تلك الادعاءات، كما أشار محاموه إلى استهداف المياحي بسبب آرائه المستقلة ونشاطه الصحفي.

محاكمة محمد المياحي أمام المحكمة الجزائية

تخضع محاكمة المياحي لانتقادات واسعة، حيث تُجرى أمام المحكمة الجزائية المتخصصة التي وصفتها منظمات دولية بالمحكمة الاستثنائية التي تفتقر للحياد، وتُتهم هذه المحكمة بمتابعة أجندات مليشيات الحوثي السياسية بدلاً من تحقيق العدالة، وتشير التقارير إلى أن الجلسات شهدت تأجيلات متعمدة، مثل جلسة 12 مايو، حيث لم يتم جلب المياحي من السجن بطرق مدروسة لتعطيل سير الإجراءات القانونية، مما يعكس محاولات واضحة لتطويل القضية وكسب وقت إضافي.

التدخلات الحقوقية والدولية في قضية المياحي

أثارت قضية الصحفي محمد المياحي اهتمامًا دوليًا كبيرًا، حيث قدمت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية العديد من التقارير التي توثق انتهاكات حقوق المياحي كصحفي وكإنسان، وشددت تلك المنظمات على ضرورة وقف المحاكمات الظالمة ومراجعة هيكلية المحاكم الخاصّة التابعة لمليشيات الحوثي، كما أوردت بعض المنظمات أن اعتقال المياحي منذ البداية كان غير قانوني وأن احتجازه القسري يُعتبر انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية.

في خضم هذا السياق، تعد قضية المياحي نموذجًا صارخًا للتحديات التي يواجهها الصحفيون في اليمن، إذ يعيش هذا القطاع حالة من القمع الممنهج والانتهاكات المتزايدة عقب سيطرة مليشيات الحوثي على صنعاء، مما يجعل البيئة الصحفية هناك تتسم بالخطر والاضطهاد المستمر، في وقت يتطلب فيه اليمن صحافة حرة تقوم بدورها الحقيقي بعيدًا عن أي تدخل سياسي يهدف لتقييد الحريات وتضييق الخناق على الآراء المستقلة.