استطاعت مصر تعزيز دورها الريادي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال استراتيجية شاملة للتحول الرقمي خلال السنوات الماضية، حيث أعلن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات أن مصر تتمتع بأسعار الإنترنت الثابت الثانية الأقل تكلفة في قارة إفريقيا، إضافة إلى تحقيق معدلات تقدم ملحوظة في تحسين البنية التحتية الرقمية، وهو ما يضع مصر على خارطة التكنولوجيا العالمية، ويعزز مكانتها كمركز رقمي إقليمي.
الإنترنت الثابت في مصر: ثاني أقل تكلفة في إفريقيا
تُعد خدمات الإنترنت الثابت في مصر من بين الأكثر تنافسية على مستوى القارة الإفريقية، فقد ارتفعت أعداد الأسر المتصلة بالشبكة لتبلغ أكثر من 12.7 مليون أسرة تشمل المناطق الريفية كذلك، وشهد متوسط سرعة الإنترنت زيادة تقارب 13 ضعفًا لتتصدر مصر قائمة الدول الإفريقية في هذا المجال؛ كما أوضح الدكتور طلعت أن الحكومة تعمل بالشراكة مع القطاع الخاص لتوسيع نطاق استخدام كابلات الألياف الضوئية بهدف الوصول إلى نصف مستخدمي الإنترنت الثابت بحلول السنوات المقبلة، مما يعزز من قدرة الدولة على تحقيق التحول الرقمي المنشود.
تقنية الجيل الخامس (5G) ومستقبل التحول الرقمي في مصر
شهد قطاع الاتصالات في مصر نقلة نوعية بتحقيق تقدم في تطبيق التكنولوجيا الحديثة مثل تقنية الجيل الخامس التي تشكل ثورة في عالم الاتصال الرقمي وتحسين جودة الخدمات المقدمة، في عام 2024، حصلت الشركات المحلية على تراخيص تقنية الجيل الخامس، حيث تم تخصيص أولويات هذه التقنية للمناطق الاقتصادية والمدن الكبرى بما يضمن تنمية شاملة ومتصاعدة، وقد استعرض منتدى 5G الأخير الجهود المبذولة لبناء مستقبل رقمي آمن ومستدام في مصر، بمشاركة خبراء عالميين وممثلين من دول رائدة في القطاع مثل اليابان، والسويد، وفنلندا.
مصر كمركز رقمي إقليمي ودولي
تسعى مصر لتعزيز مكانتها كمركز رقمي إقليمي ودولي عبر بنية تحتية متطورة ومبادرات شاملة لتقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، بجانب الجهود المبذولة لتحسين تغطية شبكات المحمول التي تجاوز مشتركوها 120 مليون مشترك، وتقديم خدمات جديدة مثل WiFi Calling والشرائح المدمجة، كما استحوذ منتدى 5G على اهتمام كبير لتوضيح الأطر التنظيمية وتأمين الشبكات والأطر الاستثمارية لتقنيات الجيل الخامس، وسط إشادات دولية تعكس الشراكات الإستراتيجية المتزايدة بين مصر ودول رائدة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفنلندا.
ختامًا، فإن النجاح المصري في خفض تكاليف الإنترنت وتحسين خدماته يمثل نموذجًا فريدًا للتحول الرقمي الذي يربط بين الابتكار والتنمية الاقتصادية، ويُعد دليلاً على الجهود الوطنية لتعزيز التحول الرقمي والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، وخلق فرص أكثر للتعاون الدولي والاستثمار بما يرفع من مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.
