«قفزة ضخمة».. الذهب يتألق بسبب ضعف الدولار الأمريكي ويستكشف آفاقًا جديدة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق الأوروبية، مدعومة بضعف أداء الدولار الأمريكي في أسواق الصرف وتراجع مؤشره إلى أدنى مستوياته خلال أسبوعين، تترافق هذه المكاسب مع خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما زاد المخاوف حول اقتصادها وأدى إلى ارتفاع أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين.

أسعار الذهب اليوم تواصل الصعود

ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.25% لتصل إلى مستوى 3,237.77 دولار للأونصة مقارنة بسعر افتتاح التداولات عند 3,229.98 دولار، كما سجل المعدن النفيس أدنى مستوياته اليوم عند 3,204.72 دولار، وقد أغلقت الأسعار يوم الاثنين بارتفاع نسبته 0.85%، مما يعكس استمرار المكاسب استجابةً للضغوط السلبية على الدولار الأمريكي.

تشهد الأسواق تفاعلات ملحوظة مع التقلبات الاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة، حيث لعب خفض وكالة موديز لتصنيف الولايات المتحدة الائتماني دورًا كبيرًا في تحفيز الطلب على الذهب، إذ تعد الديون المرتفعة والفوائد الكبيرة عوامل محفزة لتوجّه المستثمرين نحو الذهب كملاذ اقتصادي آمن في الأوقات الحرجة.

الدولار الأمريكي بوجه موجة تراجع جديدة

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى له خلال أسبوعين عند 100.05 نقطة، مما يعكس استمرار الضغوط على العملة الأمريكية بسبب السياسات المالية المتبعة والتوجهات الاقتصادية العالمية، وكانت أسباب هذا الانخفاض متعددة، منها الإجراءات المالية المتخذة تجاه أسعار الفائدة؛ حيث دعا الرئيس السابق دونالد ترامب إلى خفض عاجل في أسعار الفائدة، إلى جانب اتجاه الاحتياطي الفيدرالي للنظر في سيناريوهات تخفيض محتملة خلال الاجتماعات القادمة، بحسب أداة “فيد ووتش”.

تُظهر البيانات أن المستثمرين يضعون في حساباتهم احتمال خفض الفائدة بمقدار يصل إلى 50 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يعزز الضغوط على الدولار ويفتح مجالًا أكبر لتدفق السيولة نحو الذهب بوصفه استثمارًا آمنًا ومربحًا.

توقعات أسعار الذهب واستشراف المستقبل

من المتوقع أن يبقى الذهب في دائرة الضوء خلال الفترات القادمة مع استمرار المخاطر الجيوسياسية وتحركات الأسواق المالية، تشير التقديرات إلى احتمالية تراجع أسعار الذهب بشكل أكبر حال تحسن المؤشرات المالية الأمريكية لكن مع بقاء الذهب خيارًا استراتيجيًا بالنسبة لكثير من المستثمرين، تظهر البيانات زيادة في حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust بواقع 2.3 طن متري، ليتجاوز الإجمالي 921 طن متري بعد تراجع سابق إلى 918 طن متري.

إن حركة السوق ومتابعة مؤشرات الفائدة والتوجهات الاقتصادية الأمريكية ستظل هي العامل الأبرز نحو تحديد المسار المستقبلي لأسعار الذهب، وقد يشهد الطلب على المعدن النفيس المزيد من الحوافز في حالة استمرار المشكلات الاقتصادية العالمية وصعود المخاطر الجيوسياسية.

في ظل هذه الأوضاع، سيظل الذهب محافظًا على مكانته الاستثمارية لمواجهة التغيرات الاقتصادية العالمية، حيث تشير توقعات المحللين إلى تزايد الطلب مع استمرار التقلبات السياسية والاقتصادية عالمياً.