«لقاء نادر».. سفير أمريكي يكشف كواليس مثيرة مع الشرع في دمشق

«لقاء نادر».. سفير أمريكي يكشف كواليس مثيرة مع الشرع في دمشق
«لقاء نادر».. سفير أمريكي يكشف كواليس مثيرة مع الشرع في دمشق

أثار السفير الأمريكي الأسبق في سوريا والجزائر، روبرت فورد، جدلاً واسعاً بعد الحديث عن كواليس لقاء جرى مع الزعيم السوري أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني سابقاً. اللقاء الذي تم عام 2023، ركّز على إقناع الشرع بترك التطرف والانخراط في العمل السياسي، مما يسلط الضوء على التحولات الجذرية في المشهد السوري ومحاولات تغيير توجهات بعض الشخصيات المؤثرة.

دعوة السفير الأمريكي ودوره في الحوار مع أحمد الشرع

خلال محاضرة ألقاها في مايو 2023، كشف فورد عن التفاصيل الكاملة لدعوته من مؤسسة بريطانية متخصصة في فض النزاعات، هذه المؤسسة دعت السفير للمساهمة في محاولة إخراج أحمد الشرع من مسار “الإرهاب” إلى السياسة. في البداية، أعرب فورد عن مخاوفه الشديدة من الفكرة، حيث كان التفكير في لقاء قيادي متشدد مثيراً للريبة. مع ذلك، وافق على المشاركة في هذا اللقاء التاريخي الذي وصفه بأنه “مليء بالتحولات غير المتوقعة”. واعتبر أن انخراط الشرع في الحياة السياسية سيكون بمثابة خطوة استراتيجية تهدف لإعادة الاستقرار للمنطقة، خاصة بعد تحوّل المسرح السوري إلى حلبة صراعات منذ سنوات طويلة.

تفاصيل اللقاء وأبرز النقاشات مع الجولاني

وصف فورد لحظة لقائه مع أحمد الشرع بأنها مفاجئة وغير متوقعة على الإطلاق. تحدّث بأسلوب يعبّر عن دهشته من طبيعة الجلسة الحوارية التي جمعته بالزعيم السابق لتنظيم النصرة، وعلّق قائلاً ممازحاً: “لم أكن أتخيل في حياتي أن نجلس سوياً”. الجلسة شهدت نقاشات معمقة حول مدى قبول أفراد المجتمع والسياسيين لتحوّل زعامات ذات خلفية متشددة إلى لاعبين في مشهد الحكم. وأشار الشرع، الذي كان يملك نظرة براغماتية، إلى أن الوسائل التي ساعدته في السيطرة على أراض واسعة لم تعد فعّالة في حكم السكان المحليين، مما يبرز مرحلة انتقالية في نهجه.

تفاعل المجتمع الدولي وتساؤلات حول مستقبل سوريا

أثارت تصريحات السفير الأمريكي المتعلقة باللقاء تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناقل المستخدمون مقطعاً مصوراً يلخص هذا الحدث، مما زاد الفضول والتساؤلات بشأن طبيعة التحولات السياسية التي قد يمر بها قادة التنظيمات السابقة. الجدل العام تناول أيضاً المساعي الغربية في إعادة تصميم المشهد السوري بطرق شمولية تعتمد على دمج الأفراد السابقين من التيارات المتشددة في العملية السياسية. الكثير من الآراء اعتبرت هذا التحول مرهوناً بمدى شفافية الشخصيات ذاتها وقدرتها على الاعتراف بأخطاء الماضي والعمل على تحقيق تسوية بعيدة عن المصالح الضيقة.

يتبنى اللقاء أملاً في تحقيق فعالية جديدة للحل السياسي في سوريا، حيث تصاحب هذه الجهود محاولات لإعادة بناء النظام السياسي ضمن بيئة مغايرة عن السنوات السابقة. يرصد المراقبون تصاعد دور المؤسسات الدولية في استيعاب النخب السياسية الجديدة التي انبثقت من بيئات الصراع، ما يطرح تساؤلات استراتيجية حول مدى نجاح هذه الجهود في إحداث تغييرات تضمن استقرار سوريا الجيوسياسي.