«آخر موعد» لنحر الأضحية.. تعرف على الوقت الصحيح وطريقة التوزيع المناسبة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتساءل الكثير من المسلمين حول الأحكام المتعلقة بالأضحية، لاسيما عن وقت نحرها ومتى ينتهي وقتها المشروع، وكيفية توزيعها بشكل صحيح شرعًا. تعتبر الأضحية من أعظم القربات التي تقرب المسلم بربه، فهي من الشعائر التي تجلب السكينة والخير للمضحّي وللأمة الإسلامية جمعاء، لذا من المهم معرفة التفاصيل الخاصة بها.

ما هو آخر موعد لنحر الأضحية؟

يُحدد آخر موعد لنحر الأضحية بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق. وهذا الرأي مستند إلى الأحاديث النبوية، ويعد قولًا معتمدًا في المذاهب الفقهية مثل الشافعية والحنابلة، حيث أشاروا بأن أيام النحر هي يوم العيد وثلاثة أيام بعده. كما ذكرت دار الإفتاء المصرية فضل التعجيل بذبح الأضحية في أول أيام العيد أو على أقصى تقدير قبل غروب شمس ثاني أيام التشريق للخروج من الخلافات الفقهية، لضمان أداء الشعيرة على الوجه الأكمل.

أما عن بداية وقت النحر، فيبدأ بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى مباشرة، وذبح الأضحية قبل ذلك يعد مخالفًا للشروط الشرعية. يجوز للمضحّي الذبح في النهار أو الليل خلال أيام التشريق، على أن الأفضلية تكون في النهار لما فيه من وضوح وسلامة.

كيفية توزيع الأضحية وفق السنة؟

لتوزيع الأضحية أحكام وأسس واضحة مستندة إلى السنة النبوية الشريفة، حيث يُفضل تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء: جزء يُؤكل من المضحي وأهل بيته؛ جزء يُهدى للأقارب والجيران كعلامة على الترابط الاجتماعي؛ وجزء يُتصدق به على الفقراء والمحتاجين. وقد جاء هذا التوزيع مستنداً إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قسم أُضحيته بهذا الشكل كي يعم الخير والبركة.

ويجوز كذلك للمضحّي التصدق بجزء أكبر من الأضحية أو كامل الأضحية على الفقراء، ولكن الأفضل اتباع هذه السنة لتحقيق التوازن بين الأكل الشخصي وصلة الرحم والتقرب إلى الله عبر الصدقة. هذا وينصح بالإسراع في توزيع اللحم الطازج لضمان استفادة الجميع منه في أفضل حالاته.

ما هي أهم شروط الأضحية؟

لتكون الأضحية صحيحة ومقبولة، هناك شروط أساسية لا بد من مراعاتها، وأهمها: أن يكون ذبح الحيوان نيّة التقرب إلى الله؛ أن يبلغ السن الشرعي المعتبر وهو ستة أشهر للضأن وسنتان للبقر؛ وأن تكون الأضحية خالية من العيوب الواضحة كالهزال الشديد أو العمى أو المرض؛ كما يشترط أن يكون الحيوان ملكًا للمضحي، فلا تصح التضحية بالمغصوب أو المرهون. ويوصى الاقتداء بسنة النبي، حيث كان يذبح أضحيته بنفسه إن أمكن، لما في ذلك من تعظيم للشعيرة.

تمثل الأضحية فرصة عظيمة للشكر والامتنان لله تعالى، ومشاركة البركة مع من حولنا. لذا يجب الحرص على أداء هذه الشعيرة وفق الضوابط الشرعية، مع السعي في التوزيع والتصدق بما يرضي الله ويحقق الغاية من شعيرة الأضحية.