«حدث طبي» استثنائي.. جراحون ينجحون في زراعة مثانة حية لأول مرة!

في إنجاز طبي غير مسبوق، تمكّن فريق طبي متميز في الولايات المتحدة من إجراء أول عملية جراحية ناجحة لزرع مثانة بشرية حية لمريض يعاني من مرض نادر في المثانة، ولجأ الأطباء إلى زراعة الكلية والمثانة معًا ضمن عملية استمرت لساعات طويلة. يعتبر هذا التطور نقطة تحول كبيرة في عالم زراعة الأعضاء وجراحة المسالك البولية؛ حيث وضع معايير جديدة للتطلعات المستقبلية في المجال الطبي.

إنجاز طبي تاريخي في زراعة مثانة بشرية

شهد العالم أول عملية ناجحة من نوعها في زراعة مثانة بشرية حية لمريض يدعى أوسكار لارينزار، المقيم في لوس أنجلوس والبالغ من العمر 41 عامًا. تمت العملية لحل مشاكل خطيرة عانى منها المريض أبرزها تقلص حاد في حجم المثانة أدى إلى فقدان شبه كامل لوظائف التبول، مرافقة لحالة فشل كلوي حاد اضطر الأطباء إلى إزالة كليتيه قبيل العملية بزمن قصير. دامت هذه الجراحة المعقدة حوالي ثماني ساعات متواصلة، تضمنت زراعة كلية لتعمل بتناغم مع المثانة الجديدة.

الحجم الطبيعي للمثانة البشرية يتجاوز 300 سنتيمتر مكعب، بينما وصل حجم مثانة المريض قبل العملية إلى 30 سنتيمتر مكعب فقط، ما يجعله تطورًا طبيًا بارزًا.

تحقيق وظائف متكاملة بين الكلية والمثانة الجديدة

فتح الإنجاز آفاقًا جديدة لتحسين نوعية الحياة للمرضى، حيث تمكّن أوسكار من التخلص من جلسات غسيل الكلى لأول مرة منذ سنوات. توصل الفريق الطبي إلى ربط الكلية الجديدة بالمثانة الحيوية المزروعة بطريقة متقنة تمكن الأجهزة من العمل كوحدة متكاملة. أصبح المريض قادرًا على التبول بشكل طبيعي؛ وهو أحد أبرز تطورات الطب الجراحي على الإطلاق. تقدم حلول هذه العملية بديلًا أفضل من الحلول التقليدية التي قد تتسبب بمضاعفات مثل استخدام أنسجة من الأمعاء.

هذه التقنية المتقدمة لا تسهم فقط في تحسين وظائف الإخراج، بل تقلل كذلك من احتمالية ظهور مشاكل هضمية أو كلوية يمكن أن تنشأ في المستقبل لدى الحالات المماثلة.

بدء تجارب جديدة ومستقبل زراعة الأعضاء

يخطط الفريق الطبي لاستمرار التجارب السريرية على أربعة مرضى آخرين في المستقبل القريب، بهدف تحقيق نتائج أكثر اتساقًا ودقة في تطبيق هذا النوع من الجراحة. يعتبر هذا العمل استجابة للتحديات التي تواجه الحلول التقليدية المزمنة.

المخاطر تبقى واردة، أبرزها رفض الجسم للأعضاء المزروعة، بجانب تعقيدات أدوية تثبيط المناعة اللازمة مدى الحياة. ومع ذلك، يمثل نجاح هذه الجراحة تطورًا يمكن أن يشكل أساسًا لتحفيز العمل الطبي على ابتكار أساليب جديدة أكثر أمانًا وفعالية في مجال زراعة الأعضاء البيولوجية.