«قفزة تاريخية».. أسعار الذهب ترتفع بشكل جنوني مع تهديد رسوم جمركية جديدة

تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي وتجدد التوترات الجيوسياسية والتجارية، ما يعزز الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، حيث ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.4% في المعاملات الفورية وسط توقعات بمزيد من الانتعاش في ظل استمرار الضغوط على الاقتصاد العالمي.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثير انخفاض الدولار

تُعد العلاقة بين أسعار الذهب والدولار من أبرز المؤثرات التي تحدد اتجاه المعدن النفيس، حيث شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا بنسبة 0.3%، مما دفع المستثمرين للإقبال على الذهب كخيار للتحوط، إذ يُعتبر الذهب أكثر جاذبية عندما تنخفض قيمة الدولار؛ كونه يصبح أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، هذا التراجع جاء بالتزامن مع تجدد التوترات التجارية على خلفية تصريحات وزير الخزانة الأمريكي بأن الرئيس دونالد ترامب لا يزال يعتزم فرض رسوم جمركية على بعض الشركاء التجاريين، الأمر الذي ساهم في تحفيز الطلب على الذهب.

الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات التجارية

يتسم الذهب بكونه ملاذًا آمنًا يحمي المستثمرين من التقلبات الاقتصادية والسياسية، حيث شهد المعدن الأصفر زيادة في قيمته بعدما خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما أدى إلى تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، تجدر الإشارة إلى أن أسعار العقود الآجلة للذهب قد ارتفعت بنسبة 1.02% لتصل إلى 3219.60 دولار للأونصة، تلك القفزات عززتها عوامل متعددة، أبرزها تزايد الطلب في الأسواق الآسيوية بالإضافة إلى زيادة المخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل شهدت المعادن الثمينة الأخرى صعودًا ملحوظًا أيضًا، حيث قفزت أسعار الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 32.42 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 990.71 دولار، كما صعد البلاديوم بنسبة مماثلة إلى 965.23 دولار، ويُعزى أداء السوق القوي إلى عوامل اقتصادية وجيوسياسية متداخلة، إلى جانب تراجع معدلات الفائدة عالميًا التي تلعب دورًا كبيرًا في دعم المعادن النفيسة.

في النهاية، تُظهر التوقعات أن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، كما يُنصح بالتركيز على المستجدات الاقتصادية وقرارات السياسة النقدية التي تؤثر بشكل مباشر على اتجاه الأسواق والمعادن النفيسة.