سهى عرفات تقود مبادرة تاريخية لمفاوضات مباشرة بين حماس والبيت الأبيض

سهى عرفات تقود مبادرة تاريخية لمفاوضات مباشرة بين حماس والبيت الأبيض
سهى عرفات تقود مبادرة تاريخية لمفاوضات مباشرة بين حماس والبيت الأبيض

شهدت الأوساط السياسية مؤخرًا مفاجأة غير مسبوقة كشف عنها البيت الأبيض، بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد دخل في مفاوضات مباشرة مع حركة حماس في غزة، حيث أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا واعتبرتها بعض الأطراف مناقضة لسياسات تل أبيب، بينما رأت أطراف عربية أنها تمثل تقويضًا لدور الوساطة التي طالما تصدرتها جهات عربية بين الولايات المتحدة وحركة حماس.

خيط الاتصال بين حماس والبيت الأبيض

بحسب تقرير نشر في صحيفة تايمز أوف إسرائيل، كشفت التفاصيل أن سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لعبت دورًا مهمًا في تأسيس الاتصال الأولي بين حركة حماس والبيت الأبيض، حيث أعطت أحد المقربين من ترامب، بشارة بحبح، رقم هاتف غازي حمد، القيادي البارز في حماس، مما فتح المجال لبدء التواصل المباشر بين الطرفين، وقد أكد التقرير أن غازي حمد استجاب دون شروط عندما تلقى الاتصال، مما أدى إلى إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وهو أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية كان محتجزًا لدى حماس.
يمثل بحبح شخصية محورية في هذه الوساطة، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق إنجازات على صعيد الحوار، خاصة في تأمين الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي، مما يعكس مدى قربه وتأثيره في دوائر صناعة القرار داخل إدارة ترامب، وقد أثبتت هذه الجهود أهمية وجود وسيط فعال في مفاوضات معقدة كهذه.

دور منظمة “العرب الأميركيون من أجل ترامب”

يُعد بشارة بحبح شخصية بارزة في السياسة الأمريكية ووسيطاً ذا خبرة طويلة، وُلِد في القدس عام 1958 وانتقل لاحقًا إلى الولايات المتحدة ليساهم في عدة قضايا مهمة، درس بحبح في جامعة بريغهام يونغ، ثم حصل على شهادة الماجستير من جامعة هارفارد، وتخصص في العلاقات الدولية والأمن الإقليمي، ليصبح لاحقًا عضواً فاعلاً في محادثات السلام متعددة الأطراف التي جرت بين عامي 1991 و1993.
في عام 2004، انتقل بحبح لدعم الجمهوريين وأسس منظمة “العرب الأميركيون من أجل ترامب”، التي أسهمت بشكل كبير في تعزيز قاعدة ناخبي ترامب من أصول عربية، وكانت تلك المنظمة إحدى الركائز التي ساعدت ترامب في تحقيق الفوز على منافسته الديمقراطية آنذاك، حيث أتاح ذلك لبحبح مساحة أوسع للتأثير على قرارات البيت الأبيض.

أبعاد التغير في السياسات الأمريكية تجاه حماس

تُعد هذه الاتصالات بين البيت الأبيض وحماس تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية المعتادة، حيث كانت الوساطة تقليديًا محصورة على أطراف عربية ودولية محددة، وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، خاصة في ظل التشكيك الإسرائيلي في دوافع الإدارة الأمريكية السابقة لاتخاذ هذه الخطوة، التي اعتُبرت خروجا عن الدعم التقليدي للحكومة الإسرائيلية.
على الرغم من ذلك، يلاحظ المحللون أن هذه المفاوضات تعكس مرونة جديدة في التعامل مع القضايا الإقليمية، وتظهر بُعدًا مختلفًا للسياسة الخارجية الأمريكية يركز أكثر على نتائج سريعة وبناء قنوات اتصال مباشرة دون الاعتماد على وسطاء تقليديين، مما يفتح المجال لإعادة تقييم التحالفات الإقليمية.

المحور التفاصيل
دور حماس التحول كطرف مباشر في المفاوضات مع واشنطن
الوسيط بشارة بحبح وشبكة اتصالاته المؤثرة
تداعيات الخطوة إعادة تشكيل المشهد السياسي في غزة والمنطقة